وفي ظل هذه التفاعلات السياسية والجيوبولوتيكية الدائرة في منطقة الخليج العربي بدات ايران في تطبيق استراتيجيتها الخاصة بالخليج العربي من خلال مجموعة ادوار عكست سياستها الخارجية وهذه الادوار هي :
اولا : الدور السياسي ؛ و قد سبق و تناولنا هذا المحور و يمكن ان تطلع عليه من هنا
ثانيا : الدور الاقتصادي :- و قد سبق و تناولنا هذا المحور و يمكن ان تطلع عليه من هنا
ثالثا :الدور العسكري
تسعى إيران الى تحقيق حضور واسع النطاق على المستوى السياسي
والجيوبولوتيكي ، من خلال بناء قوتها العسكرية لتكون قادرة على مواجهة المخططات
الأمريكية التي تستهدفها وهي تسعى الى
تحقيق قدر من الموازنة الجيوعسكرية في اهم منطقة حيوية في العالم وهي الخليج
العربي ، تضمن لها دورا بحريا موازيا للقيمة الاستراتيجية العليا التي تملكها وبما
يخدم توجهاتها في المنطقة لذلك عملت على تطوير قوتها البحرية وتسليحها بمختلف
الاسلحة التي حصلت عليها خلال المدة (1990-2006) من روسيا الاتحادية وكازاخستان
وكوريا الجنوبية وكما مبين في الجدول رقم (6) .
جدول رقم (6)
تسليح القوة البحرية الإيرانية
ت
|
نوع
القطعة
|
العدد
|
اسم
القطعة
|
|
غواصة
كيلو
|
3
|
طارق
(نوح)
|
|
غواصة
جيب صغيرة
|
9
|
جيب
|
|
مدمرة
|
3
|
دماوند
|
|
فرقاطة
|
3
|
الوند
|
|
سفينة
حراسة
|
3
|
بابند
|
|
زورق
صواريخ
|
10
|
هودونغ
|
|
زورق
صواريخ
|
10
|
كامان
|
|
زورق
صواريخ
|
10
|
هيجو
|
|
زورق
صواريخ
|
30
|
برغامار
|
|
زوارق
مدفعية
|
3
|
جاهو (
ظ فر)
|
|
زوارق
دورية
|
7
|
كيوان
|
|
زوارق
دورية
|
3
|
تم
تجميعها في ايران
|
|
زوارق
دورية
|
31
|
بوستن
والر
|
|
زوارق
دورية
|
10
|
بابلوت
|
|
سفن
انزال وتموين
|
4
|
ايران
هرمز
|
|
سفن
انزال بحري
|
4
|
لاوان
|
|
حوامة
|
14
|
وبنكتن
|
|
كاسحة
الغام ساحلية
|
3
|
شاهروح
|
|
كاسحة
الغام موانئ
|
2
|
هارزجي
|
|
سفينة
مساعدة
|
1
|
مزج
|
|
البحرية
التجارية
|
431
|
|
المصدر/ اللواء الركن عدنان عبد الجبار والعميد المهندس البحري
الركن عمار صادق علوان ، لقدرات العسكرية الإيرانية وتأثيرها في التوازن السوقي
بين العراق وإيران ، بحث منشور ، الندوة العلمية السنوية الثانية ، جامعة البكر للدراسات العسكرية العليا ، 18
حزيران 2000 ، ص18.
اما في مجال القوة الصاروخية التي تعول عليها ايران كثيرا في
فرض سيطرتها على الخليج العربي باعتبارها اليد الضاربة للقواعد العسكرية الامريكية
في هذاالخليج ، فان التقارير تشير الى
حصول ايران على (18) صاروخا من طراز (BM-25) من كوريا الشمالية في عام (2005) ويصل
مداها الى (2500) كم(42) ،
والشئ الاهم على هذا الصعيد هـو صاروخ ( شهاب -3) الذي
يعد نسخة محسنة من صاروخ (nodong)
الكوري الشمالي الذي عرضته ايران في عام (2001) ثم طورته في عام (2004) ليزيد مداه
من (1300) كم الى (2000) كم ثم طور اخيرا ليصبح صاروح بالستي عابر للقارات يصل
مداه الى (10000)كم ويعرف باسم ( شهاب -6 )(43) .
علما ان القوة الصاروخية قد تعوض الضعف النسبي للسلاح الجوي
الايراني انظر جدول رقم (7) الذي يبين حجم القوة الصاروخية لايران من حيث العدد
والمدى الذي تصل اليه ، مما يشكل خطراً استراتيجياً يهدد القواعد الامريكية في الخليج العربي .
جدول رقم (7)
القوة الصاروخية الإيرانية
الماركة
|
عدد
المراحل
|
قوة
الدفع
|
المدى
|
القدرة
المبدئية
|
المخزون
|
الاسم
البديل
|
موشاك-120
|
1
|
جامدة
|
130كم
|
1992
|
-*
|
ايران130،
نازيت (Nazeat)
|
موشالك-160
|
1
|
سائلة
|
160كم
|
1993
|
-
|
فاتح
110/NP
|
موشاك-200
|
1
|
سائلة
|
200كم
|
1994
|
-
|
زلزال2
|
شهاب
-1
|
1
|
سائلة
|
300كم
|
1995
|
50-300
|
سكود
– ب
|
شهاب
-2
|
1
|
سائلة
|
500كم
|
|
50-150
|
سكود-سي
(SCUD)
|
شهاب-3
|
1
|
سائلة
|
1300كم
|
2002
|
25-100
|
زلزال-3
|
شهاب-4
|
2
|
سائلة
|
2000كم
|
|
صفر
|
|
ايريس
(IRIS)
|
1
|
جامدة
|
3000كم
|
2005
|
-
|
شهاب
-3د
|
(55-X) صاروخ ارضي هجومي جوال (LACM)
|
1
|
محرك
نفاث
|
3000كم
|
2001
|
12
|
|
شهاب-5
|
3
|
سائلة
|
5500كم
|
2005
|
صفر
|
|
شهاب-6
|
3
|
سائلة
|
10000كم
|
2006
|
صفر
|
|
المصدر :1- http:/ www.globalescurity.org
/wmd/world/iran/missile.htm,2005
* : يعني الرقم غير معروف .
ومن جانب اخر تمتلك ايران قوة جيوبولوتيكية كبيرة هي ( القوة
النووية ) اذ بدأ البرنامج النووي الايراني في عام (1974) في عهد الشاه ( محمد
رضا) من خلال بنائه (23) مفاعلا نوويا وفي عام 1975 تعاقد مع فرنسا لتخصيب
اليورانيوم (44).
وعند استلام قادة الثورة الاسلامية لسدة الحكم بقيادة اية الله
العظمى الامام الخميني تم الاعلان عن فتح مفاعل ( بوشهر) النووي، ثم اخذ البرنامج
النووي يتطور بشكل سريع ونوعي حتى عهد الرئيس الايراني ( احمدي نجاد) الذي اعلن في
عام (2007) عن تشغيل ثلاثة الاف جهاز طرد مركزي في مجمع (natanz) لتخصيب اليورانيوم مما يجعلها مبدئيا قادرة
للوصول الى مستوى التصنيع المتكامل في انتاج الوقود النووي ، فضلا عن امتلاك
القنبلة النووية (45) .
ان امتلاك ايران لهذه
المعطيات اوامكانات القوة سوف يعطيها قيمة جيوبولوتيكية كبرى في المستقبل
المنظور،اذ يصف الباحث (المستقبل الجيوبولتيكي)لأيران وبالاعتماد على معطيات القوة
سابقة الذكر،بانه نوعي واستراتيجي اذا ما تحققت مجموعة من التحولات المستقبلية في
اقطاب القوى للدول العظمى ، ويأتي هذا طبقاﹰلنظرية جيوبولتيكية اسماها
الباحث (التوسع القطبي لدول الاطراف في اسيا) ومضمون هذه النظرية ان هناك تحول
نوعي في موازين القوى لصالح الدول الآسيوية التي تقع على اطراف المسطحات المائية
والتي تتماشى مع الدول التي حددها العالم سبايكمان في نظريته الاطراف او الهلال
الخارجي اذاما امتلكت هذه الدول للسلاح النووي، لاسيما وان هذه الدول تمتلك موارد
طبيعية هائلة واهمها الطاقة النفطية،ومن بين هذه الدول (الصين وايران والباكستان
والهند والسعودية والعراق)على ان تتزامن هذه المعطيات مع تحولات اخرى تحصل في
الدول الصناعية الكبرى مثل(الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والمانيا وفرنسا)
تتمثل بنضوب الطاقة واستنزاف الموارد الطبيعية فيها،مما يعني تحول الاهمية
الاستراتيجية والقوة الجيوبولتيكية من منطقة (القلب ) التي حددها العالم هالفورد
ماكندر في النظرية المركزية وهي تتمثل بـ( روسيا الاوربية وتركمنستان الروسية
وجنوب سيبيريا) الى دول الاطراف في اسيا والتي تمتلك مساحة كبيرة وموارد طبيعية
هائلة واطلالة بحرية على المياه الدولية والاقليمية المنفتحة فضلا عن عدد كبير من
السكان .
وتفترض هذه النظرية ان المدة الزمنية المطلوبة لتطبيقها هي بعد
( 27 ) سنة أي في عام 2030 ،وتشير النظرية الى وصول سعر برميل النفط في تلك المدة
الى اكثر من ( 500) دولار ، اذا ما قدرنا الزيادة السنوية لسعر النفط هي (22,7)
دولار ، يتزامن هذا مع نضوب آبارالنفط في مناطق كثيرة من العالم مع عدم تمكن الدول
الصناعية من ايجاد البدائل الحقيقية
للطاقة ، يرافق ذلك حصول نهضة صناعية كبيرة في دول الاطراف الاسيوية تحررها من التبعية
الصناعية والاقتصادية للدول الصناعية في
الوقت الحاضر .
مما تقدم نجد ان ايران تتمتع بقوة عسكرية تعطيها دوراً عسكرياً واسعاً في امن واستقرار الخليج العربي ، لا سيما في ظل التهديدات
الامريكية واحتمالات توجيه ضربة استباقية لتدمير القدرات العسكرية لايران ، يقابله
تنامي البرنامج النووي الايراني بتهديدات ايرانية باستهداف تجارة النفط الدولية في
الخليج العربي والمارة عبر مضيق هرمز الاستراتيجي عن طريق الغواصات النووية
المتمركزة في ميناء بندر عباس ، وبالتالي يكون الخليج العربي ساحة للصراع الامريكي
– الايراني مما يعرض الأمن الاقتصادي
النفطي العربي للخطر .
تعليقات: 0
إرسال تعليق