الجيش المصري والدرس العراقي
وليد عبد الحي
رغم معاهدة السلام، ورغم الاعلان المصري
المستمر عن الالتزام بكل الاتفاقيات الدولية مع اسرائيل ، فما تزال الاستخبارات
العسكرية الاسرائيلية تعتبر الجيش المصري " خطرا " محتملا ولكنه ليس
" تهديدا مباشرا "، وتقوم العقيدة الاستراتيجية الاسرائيلية تجاه الجيش
المصري على قاعدة " تكرار الدرس العراقي"، فقد لاحظ الاستراتيجيون
الاسرائيليون ان الجيش العراقي ساهم في القتال ضد اسرائيل في زمن الملكية
الهاشمية، وفي زمن التيار القريب من الشيوعيين(عبد الكريم قاسم) وفي زمن التيار
الناصري( الاخوين عارف) وفي زمن البعثيين(صدام حسين)، وهو ما يعني أن تغير النظام
ليس هو المهم وانما تفكيك الجيش وتغيير العقيدة العسكرية له، وهو ما فعله بريمر.
والجيش المصري ( كخطر محتمل) يمكن أن يعود لموقفه السابق من اسرائيل إذا حصل تغير في القيادة السياسية في مصر مهما بدا ذلك ضعيفا، واسرائيل ليست على استعداد للاستهانة بهذا الاحتمال رغم ضعفه، وعليه لا بد من تفكيك هذا الجيش على غرار تفكيك الجيش العراقي، وللوصول إلى هذه النقطة فإن التصور الاسرائيلي يقوم على استثمار الظروف القائمة لخلق البيئة المناسبة لتفجير الجيش من حولة ومن داخلة :
أ- خلق أزمة ثقة بين المجتمع المصري وبين مؤسسته العسكرية من خلال تأزيم العلاقة بين الطرفين، وهو امر ازدادت ملامحه منذ عام 2011، وما تلاها من تداعيات شاخصة للعيان.
ب- خلق طوق من المشكلات حول مصر تجذب الجيش المصري في اتجاهات مرهقة، وهو ما يتضح في:
1- حراسة الحدود الليبية المصرية لا سيما في ظل الاضطراب السياسي في ليبيا وتهريب السلاح عبر هذه الحدود
2- تأزم العلاقات مع السودان حول مثلث حلايب وشلاتين من ناحية وحول سياسات أفريقية وداخلية أخرى
3- تهديد الامن المائي المصري من خلال المشروع الاثيوبي عبر سد النهضة
4- إشغال الجيش المصري في صحراء سيناء عبر عمليات تمس الحياة اليومية لسكان صحراء سيناء، مما يعمق الشرخ بين المجتمع والجيش
5- العمليات الارهابية في داخل مصر والتي ادت لاحتكاك متواصل بين الشعب ومؤسسته العسكرية
ت- طرح مرشحين كبارا من المنتمين بطريقة أو اخرى للمؤسسة العسكرية ( السيسي، عنان، شفيق)، ولكل منهم انصاره داخل المؤسسة العسكرية، وهو ما يعني خلق شقوق وتوترات داخل مفاصل المؤسسة العسكرية، كما يخلق تجاذبات وصراعات على المصالح لاسيما ان الجيش المصري يسيطر على نسبة عالية من الاقتصاد القومي .
ث- التنازع الصامت بين جناحي الاستخبارات العسكرية من ناحية والمخايرات العامة من ناحية ثانية يزيد المشهد قتامة ويعزز احتمال التفجر الداخلي لا سيما بعد اعتقال عنان ولجم شفيق وتغيير مدير المخابرات العامة.
السيناريو الكارثي: إذا وضعنا الصورة السابقة في إطار أوسع يتمثل في صورة المجتمع المنهك اقتصاديا ، والمحبط من احساس عميق بالدونية نتيجة التراجع الكبير في المكانة المصرية، فإن تكاتف الأزمة في المؤسسة العسكرية مع حالة المجتمع المهشم يجعل السيناريو الكارثي " محتملا" ولا أقول ممكنا،ويتمثل هذا السيناريو في ان يدور صراع داخل الجيش المصري ينتهي لمستوى من الانشقاق والتناحر الداخلي، وهو ما يحول الخطر المحتمل "على اسرائيل" إلى احتمال معدوم حتى لو تغير النظام وجاء نظام سياسي قومي او اخواني او يساري، فقد سقط نظام صدام حسين عام 2003، وها هي 15 سنة تمر ولم يتمكن الجيش العراقي من بلوغ مرحلة الاستقرار ،وعليه فإن ترشيح عنان وما واجهه ، وتراجع شفيق عن الترشيح، يشير إلى ان المؤسسة العسكرية ليست " متوافقة" في داخلها، وستعمل قوى اقليمية ودولية على تعميق الشرخ داخل المؤسسة قد ينتهي للسيناريو الكارثي، وهو أمر يجعل اسرائيل أكثر اطمئنانا...ربما.
والجيش المصري ( كخطر محتمل) يمكن أن يعود لموقفه السابق من اسرائيل إذا حصل تغير في القيادة السياسية في مصر مهما بدا ذلك ضعيفا، واسرائيل ليست على استعداد للاستهانة بهذا الاحتمال رغم ضعفه، وعليه لا بد من تفكيك هذا الجيش على غرار تفكيك الجيش العراقي، وللوصول إلى هذه النقطة فإن التصور الاسرائيلي يقوم على استثمار الظروف القائمة لخلق البيئة المناسبة لتفجير الجيش من حولة ومن داخلة :
أ- خلق أزمة ثقة بين المجتمع المصري وبين مؤسسته العسكرية من خلال تأزيم العلاقة بين الطرفين، وهو امر ازدادت ملامحه منذ عام 2011، وما تلاها من تداعيات شاخصة للعيان.
ب- خلق طوق من المشكلات حول مصر تجذب الجيش المصري في اتجاهات مرهقة، وهو ما يتضح في:
1- حراسة الحدود الليبية المصرية لا سيما في ظل الاضطراب السياسي في ليبيا وتهريب السلاح عبر هذه الحدود
2- تأزم العلاقات مع السودان حول مثلث حلايب وشلاتين من ناحية وحول سياسات أفريقية وداخلية أخرى
3- تهديد الامن المائي المصري من خلال المشروع الاثيوبي عبر سد النهضة
4- إشغال الجيش المصري في صحراء سيناء عبر عمليات تمس الحياة اليومية لسكان صحراء سيناء، مما يعمق الشرخ بين المجتمع والجيش
5- العمليات الارهابية في داخل مصر والتي ادت لاحتكاك متواصل بين الشعب ومؤسسته العسكرية
ت- طرح مرشحين كبارا من المنتمين بطريقة أو اخرى للمؤسسة العسكرية ( السيسي، عنان، شفيق)، ولكل منهم انصاره داخل المؤسسة العسكرية، وهو ما يعني خلق شقوق وتوترات داخل مفاصل المؤسسة العسكرية، كما يخلق تجاذبات وصراعات على المصالح لاسيما ان الجيش المصري يسيطر على نسبة عالية من الاقتصاد القومي .
ث- التنازع الصامت بين جناحي الاستخبارات العسكرية من ناحية والمخايرات العامة من ناحية ثانية يزيد المشهد قتامة ويعزز احتمال التفجر الداخلي لا سيما بعد اعتقال عنان ولجم شفيق وتغيير مدير المخابرات العامة.
السيناريو الكارثي: إذا وضعنا الصورة السابقة في إطار أوسع يتمثل في صورة المجتمع المنهك اقتصاديا ، والمحبط من احساس عميق بالدونية نتيجة التراجع الكبير في المكانة المصرية، فإن تكاتف الأزمة في المؤسسة العسكرية مع حالة المجتمع المهشم يجعل السيناريو الكارثي " محتملا" ولا أقول ممكنا،ويتمثل هذا السيناريو في ان يدور صراع داخل الجيش المصري ينتهي لمستوى من الانشقاق والتناحر الداخلي، وهو ما يحول الخطر المحتمل "على اسرائيل" إلى احتمال معدوم حتى لو تغير النظام وجاء نظام سياسي قومي او اخواني او يساري، فقد سقط نظام صدام حسين عام 2003، وها هي 15 سنة تمر ولم يتمكن الجيش العراقي من بلوغ مرحلة الاستقرار ،وعليه فإن ترشيح عنان وما واجهه ، وتراجع شفيق عن الترشيح، يشير إلى ان المؤسسة العسكرية ليست " متوافقة" في داخلها، وستعمل قوى اقليمية ودولية على تعميق الشرخ داخل المؤسسة قد ينتهي للسيناريو الكارثي، وهو أمر يجعل اسرائيل أكثر اطمئنانا...ربما.
تعليقات: 0
إرسال تعليق