-->

تشوانغ تسي

وليد عبد الحي


في القرن الرابع قبل الميلاد، شكل الفيلسوف الصيني " تشوانغ تسي" او السيد تشوانغ علامة فارقة في تطور السؤال الفلسفي ، والقرن الرابع قبل الميلاد كان قرن التناقضات ، فهو القرن الذي عرف اشد فترات عدم الاستقرار في الصين من ناحية ولكنه من ناحية ثانية عرف مرحلة " المائة مدرسة فكرية"...وحلم الفراشة الشهير لتشونغ تسي يلخص جوهر فكرته في "الحيرة بين الخيال والحقيقة"، يقول:
"
يوما ما ..كنت نائما ..وحلمت أني فراشة ، أطير فرحا هنا وهناك ، وفجأة استيقظت كتشونغ تسي، وأنا الآن في حيرة ، هل أنا فراشة تحلم أنها تشوانغ تسي؟ أم انا تشوانغ تسي يحلم أنه فراشة ؟ هناك بالضرورة فارق بين الفراشة والانسان، وهنا تتكشف حقيقة التحول الذي يصيب المادة...
ويقول" أن فتاة صينية عبرت حدود دولة أخرى والقى حرس الحدود القبض عليها ، فبكت بكاء مرا إلى ان غرقت ملابسها بالدموع، لكن حرس الحدود أخذوها لقصر الحاكم ، وهناك شاركته سرير النوم ، وتناولت وجبات طعام دسمة ..فتندمت على دموعها التي سكبتها...وتساءل تشوانع تسي " هل يشعر الموتى بأنهم اضاعوا وقتا طويلا في الحياة بعد أن ذاقوا لذة الموت؟ نحن لا ندرك ونحن نحلم اننا نحلم..وقد نحلم بأننا نفسر حلما..فالحمقى وحدهم من يظنون أنهم " يقظى "..والضفدع القابع في قعر البئر لا يمكنه أن يدرك معنى المحيط "
إذا كانت الحقيقة واضحة ..فما معنى كل هذا النقاش؟ لأنها قد لا تكون كذلك..وفي المناقشة تتساوى الفرضيات..لذا عليك غض الطرف عن " الزمن وعن التمايز" واذهب مباشرة للانهائي واجعله مسكنا لك..
ويتساءل تشوانغ تسي سؤالا في العمق قائلا: نصنع الشباك لصيد السمك..وما ان نصطاد السمكة حتى ننسى الشبكة..ونحن نلفظ الكلمات لخلق معنى ، وبعد أن يتشكل المعنى لا نولي اهتماما بالكلمات..فهل لكم أن تدلوني على شخص نسي المفردات لأتحدث معه ؟ ليس في الكون إلا المعنى..هذه فلسفته التي أظن أنها تهز العقل والوجدان...



جديد قسم : وليد عبدالحي

إرسال تعليق