
في صبيحة يوم الخميس الموافق 21/03/1968 .. و بينما الحجة أم خالد تستمع لـ الراديو , و اذا بصوت المذيع يصدح بقوة قائلاً :
" من خلف
الستار "
وصلنا البيان التالي :
صرح ناطق عسكري أردني بما يلي : ((في تمام الساعة الخامسة والنصف من صباح اليوم
قام العدو بشن هجوم على منطقة نهر الأردن الجنوبية، وعبرت قواته النهر الى الشرق
في كل من منطقة جسر الأمير محمد (دامية) وجسر الملك حسين واشتبكت مع قواتنا. ولا تزال مشتبكة معها
بجميع الأسلحة. كما إشتركت طائرات الهليوكبتر من قبل العدو في العملية، وقد دمر
للعدو لغاية الآن أربع دبابات وأعداد من ناقلات الجنود المجنزرة والآلبات الأخرى.
وما زالت المعركة قائمة بين قواتنا وقوات العدو حتى هذه اللحظة.)).
أم خالد تتفاعل مع المذيع .. و هي تقول : يالله
ستركـ يالله عفوكـ الطف بنا يالله و رد المعتدي على اعقابه ...
و تكرر تلكـ الدعوات : يالله يالله عفووكـ يا
الله انصر عبادكـ و اكسر شوكة اليهود ...
و اثناء دعواتها و تطلبها الى الله ..
طق طق طق .. طق طق طق ..
و اذا بـ طارق على الباب .. تنهض ام خالد بسرعه
و لا تزال تردد " يالله يالله " .. متوجهتنا الى باب المنزل ..
ام خالد : مين ؟
من وراء الباب : افتحي يا خاله .. انّا زميل
خالد بالجيش .
ام خالد : هلا ولدي عبدالله .. فوووتـ جاااي
.. شفت اليهود وش سوى ,,
عبدالله _ و بزيه العسكري لا يزال واقفا على
الباب _ : الله يكسرهم يا خاله .. هذا اللي جااابني يمكـ وجه الصبح .. وين خالد ..
نااديه ليه .. و خليه يلبس عسكري .. تم استدعاء كافة القوات و لازم نروح ع الجبهه
عند اخويانا ندفع شر اليهود و بلاهم ..
ام خالد : يالله .. خالد خالد .. يا ولدي يا
خالد ..
خالد _ يخرج من غرفته _ : هلا يمه عسى ما شر ..
ام خالد : خووويكـ عبدالله ع الباب و هو
يعلمكـ . و يقول لك البس هدووم العسكري بسرعه و كامل عتادكـ .
خالد و هو منحرف تجاه غرفته و قد احس بــ أن
هناك خطب ما : يالله زين يمه قولي له ثوااني و اجيه ..
********
الراديو شغال و ام خالد تستمع له ..
ام خالد : يالله سترك و عفوك يالله رب نصركم
يالله .. ..
خالد يدخل على امه و هي عند الراديو ..
خالد : يمه .. ودي ارووح يم الجبهه اداافع عن
بلادي ..
" من خلف
الستار "
أماه قد أزف الرحيل فهيئي كفن الردى
أماه إني ذاهب للموت لن أترددا
أماه لا تبكي علي إذا سقطت ممددا
فالموت ليس يخيفني ..ومناي أن استشهدا
ام خالد _ و الدمع على طرف عينها _ : منصورين
يا ولدي بــ أذن الله .. تروح و ترد لنا بالسلامه
و النصر عنوانكم يمه ..
خالد يودع امه ..
و خويه عبدالله منتظره وراء الباب و ينادي
عليه .. يـ خالد خالد بسرعه ..
************
أم خالد و زوجة خالد .. في الغرفه هدوء يتخلله
تشويش الراديو و تهلل و تكبير ام خالد ...
ام خالد _ لا تزال تسبح و تستغفر و تدعي
لبلادها بالنصر - : يالله ستركـ يالله عفوكـ الطف بنا يالله و رد المعتدي على
اعقابه ...
و الراديو شغال و صوت المذيع يتلو البيان :
" من خلف
الستار "
صرح ناطق عسكري أردني بما يلي: ((الموقف حتى
الساعة الثانية عشرة كما يلي: ما زالت قواتنا مشتبكة مع قوات العدو في مناطق
الشونة الجنوبية والكرامة والمثلث المصري ووادي عربة، وقواتنا تسيطر على الموقف في
مناطق الإشتباك. حاول العدو بناء بعض الجسور على نهر الأردن بقصد العبور، إلا أن
قصف مدفعيتنا ودروعنا المركز فوت عليه الفرصة. هذا وقد شوهد العدو يتقهقر الى
الغرب تاركاً وراءه سبع عشرة آلية مجنزرة مدمرة وثماني دبابات في أرض المعركة، كما
شوهدت طائرات الهليوكبتر تقوم بإجلاء خسائره ونقل المصابين، وهي تتعرض لنار كثيف
من قواتنا.))
أم خالد : يالله نصركـ يالله نصرك
زوجته : منصورين بعووون الله ياخاله .. هيهم
بالراديو يقول العدو ترااجع و خسليره كثيره
ام خالد : النصر من الله يا بنيتي النصر من
الله ..منصورين ان شاء الله .. ما بدينا غير ندعّي الله ينصرهم .. يا رب نصرك يا
رب نصرك
و دي اقووم اصلي العشاء يا بنيتي وادعي الله
ينصرهم ..
**************
زوجة خالد و هي تستمع لــ الراديو و المذيع
يتلو البيان الاخير عن المعركه :
صرح ناطق عسكري أردني بما يلي: ((تم تطهير
أرضنا من فلول العدو في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء، وقد توقفت الرماية من
قبل العدو. إستمرت المعركة مدة خمس عشرة ساعة، قامت أثناءها قواتنا المسلحة بمعارك
ضارية مع العدو مبدية من ضروب الشجاعة والتضحية ما يستحق التقدير والإعجاب.
بلغت خسائر العدو المنظورة بالمعدات كالتالي:
- تدمير 45 دبابة، تدمير 25 مجنزرة، تدمير 27 آلية مختلفة، إسقاط خمس طائرات. -
أما خسائره بالأرواح فتقدر بحوالي 200 قتيل ومجموعة كبيرة جداً من الجرحى.
- خسائرنا في الأرواح، إستشهاد
عشرين منهم ستة ضباط، وإصابة خمسة وستين شخصا من 12 ضابطا بجراح. - خسائرنا في
المعدات، تدمير عشر دبابات، تدمير عشر آليات مختلفة، تدمير مدفعين.))
و ما ان ينهي المذيع البيان .. الا و الزغاريد
تعم ارجاء البيت ..
زغاااريد زوجة خالد
زوجة خالد تدخل على عمتها و هي لا تزال على
سجادة الصلاة تستغفر و تدعو الله بالنصر ..
..: خاااااااااااااااله
انتصرنا الحمد لله و كسرنا العدو .. و تزغرد ....
ام خالد : يالله لك الحمد يالله لك الحمد .. و
زغرووووودهـ من ام خالد ..
**************
طق طق طق طق طق
عبدالله _ خوي خالد _ .. من وراء الباب ..
ينااادي : ياااااااااخاله ... ابشركـ البشااااره الطيبه
أم خالد .. و قد عرفت بغريزتة الامومه بــ أن
ابنها خالد ... لن يعود : هلا يخالتكـ .. نصركوا الله و رد العدا عنكم .. ما عليكم
شر و لا على بلادنا شر .. الله يحفظها .. ام خالد تتجنب سمااع الخبر و تتصبر ..
هاااه يــ خالتكـ وش البشااره بشّر .. الله
يبشركـ بالجنه و السعد
عبدالله .. متأثرا .. بصبر ام خالد و قوة
عزيمتها .. : خالد يــ خاله .. كرمه الله بالشهاده و هو ان شاء الله في الجنه مع
الانبياء و الصديقين و الشهداء ..
" صوت من
خلف الستاره
"
}وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ
قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ
عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ
بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ
اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِين { صدق الله
العظيم
أم خالد و هي تحبس دموووعها .. : اللهم لك
الحمد اللهم لك الحمد ..
و زغرووده
" صوت من
خلف الستاره
"
الأم مـــدرســـة إذا أعــددتــهــا
أعـددت شـعباً طـيب الأعـراق
الأم روض
إن تــعـهـده الـحـيـا
بــالــري أورق أيــمــاً إيـــراق
الأم
أســتــاذ الأســاتـذة الألـــى
شـغـلت مـآثـرهم مــدى الآفـاق
تعليقات: 0
إرسال تعليق