-->

شواهد قبور سياسية


وليد عبد الحي



عند تتبع تداعيات حدث فلسطيني –لاسيما عمليات المقاومة- تتوالى البيانات من منظمات فلسطينية ليس لها حاليا أي وزن أو تأثير في الفعل السياسي الفلسطيني السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي او العسكري او حتى الثقافي،فهي لا تعدو ان تكون " ظواهر صوتية" ومستحاثات سياسية ،واضحى من الضروري اقفال " مبراتها" التي تعتاش على فتات ما تلقيه لها سلطة التنسيق الامني لتصفق معها في حفلات التنازل.
عند النظر في مكونات المجلس الوطني الفلسطيني " الحالي" نجد شواهد قبور مكتوب عليها: الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، حزب الشعب الفلسطيني، جبهة النضال الشعبي، جبهة التحرير العربية، الجبهة العربية الفلسطينية، منظمة الصاعقة، جبهة التحرير العربية، حزب الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني(فدا)، وهذه كلها منظمات ليس لها أي نشاط يستحق الذكر ، فهي منظمات " وظيفية " بيد سلطة التنسيق الامني أو في أحسن الأحوال تنظيمات " لا في العير ولا في النفير".
الوجه الآخر من الأزمة هو لماذا في الظروف الحالية على الأقل لا يتم توحيد حركتي حماس والجهاد الاسلامي في حركة واحدة..أليست خلفيتهما السياسية ومرجعيتهما الفكرية واحدة؟ واليست اهدافهما الوطنية المعلنة في الصراع العربي الصهيوني واحدة؟ فهل التباين في بعض التكتيكات السياسية يحول دون ذلك؟ إن تكرار مأساة الأحزاب القومية( بخاص البعثيين والناصريين" لا سيما البعث السوري والعراقي يدل على أن مصالح التنظيم ومصالح النزعة الفردية تغلب على المصلحة الجماعية وعلى مصلحة القضايا التي قامت من أجلها هذه الأحزاب او الحركات..إن عدم وحدة حماس والجهاد " في الظروف الحالية" (أؤكد في الظروف الحالية) هو مؤشر على استمرار غلبة التكتيك على الاستراتيجية..وأتمنى من قيادة الحركتين قراءة تجربة الثورة الجزائرية وانصهار كل التيارات في جبهة التحرير ...

ارى ان التنظيمات التي لها وجود " معقول " هي حماس والجهاد الاسلامي والجبهتين الشعبية والقيادة العامة" ، وهي حركات بينها قواسم مشتركة ، وليس بالضرورة انصهارها في تنظيم واحد ولكني لا ارى –في الظرف الحالك الحالي ما يحول دون وحدة حماس والجهاد الاسلامي ..وإلا ستتكرر تجربة البعث السوري والعراقي عاجلا أو آجلا..

جديد قسم : وليد عبدالحي

إرسال تعليق