-->

الدبلوماسية العربية : النووي الإيراني لا النووي الإسرائيلي


الدبلوماسية العربية : النووي الإيراني لا النووي الإسرائيلي

وليد عبد الحي


في التقرير الذي نشره العالمان النوويان الأمريكيان وهما " هانز كريستنسين و روبرت نوريس" في نشرة اتحاد العلماء الأمريكي الصادرة في نهاية عام 2014 ان إسرائيل تمتلك 80(ثمانين) راسا نوويا محملة على حوالي 24 صاروخا ، وهذا الرقم يتطابق مع الرقم الذي سبق وأن اعلنته وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية عام 1999.

وفي سيبتمبر 2016 جرى تسريب بعض من البريد الالكتروني لوزير الخارجية الامريكية السابق " كولين باول" (وهو أيضا جنرال سابق في الجيش الامريكي) يشير في احداها ان اسرائيل تمتلك حوالي " 200 راس نووي"( نيويورك تايمز في 3 يونيو 2017) .

ومنذ الاتفاق السري بين الرئيس الامريكي نيكسون ورئيسة الوزراء الاسرائيلي غولدا مائير عام 1969 تعهدت الولايات المتحدة بموجب الاتفاق بعدم " المطالبة وعدم السماح بتفتيش المواقع الإسرائيلية" للكشف عن ترسانتها النووية على ان لا تقوم اسرائيل بإجراء تجارب نووية في المنطقة ، وهو ما دفعها في حينها للتعاون مع جنوب أفريقيا- ايام النظام العنصري- في إجراء تجاربها النووية في عام 1979، كما تعاونت منذ الثمانينات مع تايوان في هذا المجال.
.
وتوزع اسرائيل ترسانتها النووية في السفن الحربية والطائرات والصواريخ المنصوبة برا والتي يقدر ان مداها هو أكثر من ثلاثة آلاف ومائة ميل.
وقصة الكشف عن الترسانة النووية الاسرائيلية بدأت مع قضية الخبير الفني الاسرائيلي موردخاي فانون الشهيرة عام 1986 والذي اعترف بوجود السلاح النووي في اسرائيل وحكم عليه بالسحن 18 سنة.
وتقوم الدبلوماسية الاسرائيلية في المجال النووي على المبادئ التالية :
1-      رفض السماح بزيارة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة النووية لمفاعليها ( مفاعل ديمونا في النقب ومفاعل ناحال سوريك قرب القدس ) .
2-       ترفض التوقيع على اتفاقية منع انتشار الاسلحة النووية .
3-       ترفض توقيع بروتوكول خاص بها فقط مع وكالة الطاقة الدولية .
4-       تصر على منع أي دولة غيرها في الشرق الاوسط من امتلاك الطاقة النووية ، وقد مارست ذلك ضد المفاعل النووي العراقي ودمرته ، وتهدد بافشال الاتفاق النووي مع ايران، كما سبق لها أن اثارت اتهاماتها للقذافي وعلاقته بشبكة حقاني (الباكستان) بل وسبق لها أن أثارت موضوع مفاعل عين وسارة في الجزائر.
وحتى العام الماضي تجمع لدى اسرائيل ست(6) غواصات اشترتها على مراحل من ألمانيا ، ومن بينها غواصات ستحمل اسلحة نووية " تحت الماء
وكشفت مقابلات الأكاديمي الاسرائيلي أفنير كوهين خلال عامي 1999- 2000 مع الجنرال الاسرائيلي يتسحاق ياكوف أن اسرائيل قامت بتجميع شحنة نووية لتفجيرها فوق أحدى القمم في صحراء سيناء مع بدء الحرب عام 1967 بهدف ردع القوات العربية وبخاصة المصرية ، لكن التقدم العسكري الاسرائيلي السريع وهزيمة الجيوش العربية جعل الحاجة للتفجير أمرا غير ضروري.
ذلك يعني ان على الدبلوماسية العربية إما أن تعمل على جعل منطقة الشرق الاوسط " منطقة خالية من التسلح النووي" تماما وخضوع الكل للتفتيش ، او ان تنجز مشروعها النووي العربي على غرار باكستان والهند أو أن تخرس عن البرنامج النووي الإيراني طالما أنها تخرس عن البرنامج النووي الاسرائيلي المؤكد، في الوقت الذي البرنامج النووي الإيراني " غير مؤكد" على الاقل وبشهادة الوكالة الدولية للطاقة وبشهادة اليوم (18 فبراير 2018) التي قالها في ميونيخ وزير الخارجية الأمريكي بعدم صحة أقوال نيتنياهو عن البرنامج النووي الإيراني .


جديد قسم : وليد عبدالحي

إرسال تعليق