-->


لخّ بلخّ



لم أكن أعرف أن للبيض المخفوق اسما آخر، حتى تلك الصبيحة عندما كنا في ضيافة د. أحمد فاخر. اكتشفت يومها أحد أعظم اكتشافات حياتي: البيض المخفوق اسمه (بيض لخّ) بتشديد قوي جدا على حرف الخاء. واكتشفت يومها طعما آخر للبيض، واقتنعت إلى الأبد بحسم خياري لصالح بيض (اللخ) في مقابل البيض المطبوخ بطريقة (عيون) نظراً لما تحققه طريقة (اللخ) من تجانس في مجمل القلاية.

ومما زاد البيض (لخّاً) أنني انتبهت إلى ما يجري على جهاز حاسوبي (وهو ليس ملكي بالمناسبة!) فأثناء كتابتي لعنوان موقع جوجل (بالإنجليزية بالطبع) كنت أحيانا أنسى تحول لوحة المفاتيح إلى اللغة الإنجليزية، وتكون نتيجة كتابتي: لخخلمثزؤخة. لم أكن أعير ذلك انتباها قبلاً، ولكنني فجأة كشف عني الستار: إنه (اللخّ)!






ولمزيد من (اللخّ) قررت أن أدرس الموضوع وأحلله إلى مكوناته الأساسية (كعادة كل اليساريين في تحليل ما لا يتحلل): البيض يتكون من صفار وبياض (يا للاكتشاف العظيم!) ويضاف إليه بعض الملح وبعض البهارات. وهو قد (يلخّ) وقد يترك كما هو (عيون). ولكنه في الحالتين حتى يأخذ شكلا ما – أي شكل- يجب أن يتم (طبخه) بالنار، حتى يتماسك ويصبح مستحقا لمسمى بيض (لخ) أو بيض (عيون).

وها نحن اولاء: أصبحت الآن مكتشف مبدأ (اللخّ). وسيكون بإمكاني إضافة مادة باللغة العربية والإنجليزية، وغيرها من اللغات، على موقع موسوعة ويكيبيديا.


هل بإمكاني تعميم مبدأ (اللخّ)؟ على لبنان مثلا!

هل القادة اللبنانيون بحاجة إلى درس مني، أو نصيحة على الأقل؟ يا عمي سيبونا من مشاكلكم و (لخّو) الشعب بكل طوائفه. إذا أخذوا بهذه النصيحة، ثم طبخوا فإن الناتج شعب لبناني (لخّ).


يا ترى هل بيضنا الأردني (لخّ)!!! وهل هو مطبوخ؟!!! وهل للصفار والبياض –كلاهما- الإيمان بالبيضة المشتركة؟



بقلم : علاء الفزاع .

نشرت في عام 2008 .

جديد قسم :