ثانياً:
نظرية التعلم الاجتماعي:
![]() |
ارشيفية |
تنسب
هذه النظرية إلى باندورا والذي يعد احد الرموز الأساسية لنظرية التعلم الاجتماعي ,
ومن رواد تعديل السلوك وبصفة خاصة السلوك العدواني(الزيات,1996م:361) , ومفادها أن
الفرد يتعلم السلوك الاجتماعي من خلال الملاحظة أو مايسمى بالتعلم بالملاحظة أي أن
الأطفال أو الراشدين ينتجون استجابات جديدة عن طريق ملاحظة مايقوم به الآخرون أو
قراءة بعض الأفعال ,وقد وجد باندورا في تجاربه أن العديد من الإجابات أو السلوكيات
يتعلمها الفرد من دون وجود تعزيز , وهذا يخالف النظرية السلوكية التي ترى أن السلوك
يحدث بفعل وجود تعزيز الإجابات التي يصدرها الفرد , فالأطفال يتعلمون السلوك عن
طريق ملاحظتهم للطريقة التي يتصرف بها الآباء والإخوة الآخرون مع الظروف المختلفة
فعلى سبيل المثال إذا رأى طفل صغير أباه يعاقب أخاه الأكبر نتيجة سرقة حلويات فانه
يتجنب القيام بمثل هذا العمل في المستقبل, كما ميز باندورا بين اكتساب هذه
السلوكيات وإنتاجها , فالفرد يتعلم الكثير من أنماط السلوكيات عن طريق تقليد
الآباء أو الكبار أو من خلال التلفزيون أو القراءة , إلا إن نوع السلوكيات التي
تصبح عادية عنده تتوقف على الثواب والعقاب الذي يتلقاه الشخص لقاء هذه الاستجابات
وهذا يشبه إلى حد ما منظور النظرية السلوكية إلا أنها تختلف عنها من حيث أنها تسمح
بفهم بعض التعقيدات والمتناقضات في السلوك فقد يكون للفرد عدد من الإجابات في
ذاكرته يفوق ما يظهر في وضعية معينة , ولذلك نلاحظ أن الأشخاص يظهرون استجابات
متناقضة أو مختلفة باختلاف الوضعيات , وترى هذه النظرية أن سلوك الفرد يتأثر
بتعلمه السابق أي أن الأطفال الذين لهم نزعة قوية لآن يكونوا أتباعا أو يعتمدون
على الآخرين يكونون أكثر قابلية لآن يتأثروا بالتعزيز الاجتماعي , والأطفال أكثر
تبعية يكونون أكثر تقليداً للآخرين من الأطفال الذين لم يتعودوا على
التبعية(مقدم,2009م:30) .
وأوضح
باندورا التسلسل الذي يحدث في التعلم الملاحظ في أربعة عمليات هي :
1.عملية
الانتباه: وتعني أن الفرد يتعلم من النماذج عندما يتعرف وينتبه إلى خصائصها
الدقيقة, فالأفراد يميلون لآن يتأثروا بالنماذج الجذابة المعادة والتي يظنون أنها
ذات أهمية.
2.عملية الاحتفاظ: وتشير إلى أن تأثير
النموذج يتوقف على تذكر الفرد له حتى في غياب النموذج.
3.عملية إعادة الإنتاج: بعد رؤية الفرد
للسلوك الجديد عن طريق ملاحظة النموذج فأن الرؤية تستلزم أن تتحول إلى فعل, فهذه
العملية تظهر أن الفرد يمكن أن يقوم أو يعيد السلوك الملاحظ.
4.عملية التعزيز: يندفع الفرد إلى إظهار
السلوك الملاحظ إذا كانت هناك مكافآت متوفرة, فالسلوك الذي تتم مكافأته يعطى له
انتباه أكثر ويتم تعلمه أحسن ويؤدى مراراً(مقدم,2009م:30-31).
كما تتميز
نظرية التعلم الاجتماعي، التي وضعها ألبرت باندورا بعدة خصائص، أو تقوم على عدة
مقومات:
1. يحدث السلوك نتيجة لتفاعل معقد بين العمليات الداخلية
لدى الفرد، والمؤثرات البيئية الخارجية. وتقوم هذه العمليات الداخلية على خبرات
الفرد السابقة، التي تتضمن تمثيلاً رمزياً للأحداث الخارجية السابقة.
2. تتيح العمليات العقلية للفرد أن يسلك سلوكاً مستبصراً
عند حله للمشكلات؛ أي أن الفرد لا يلجأ إلى استخدام المحاولة والخطأ في حله
للمشكلات.
3. ينظم الفرد سلوكه الاجتماعي بناءً على النتائج
المتوقعة؛ فالسلوك لا يسيطر عليه التعزيز الخارجي المباشر، بل يحدث كنتيجة للخبرات
المبكرة؛ إذ بناءً على تلك الخبرات نميل إلى توقع أن أنواعاً معينة من السلوك سوف
يكون لها آثار نرغب فيها، وأن أخرى سوف تؤدي إلى نتائج لا نريدها، وأن لمجموعة
ثالثة تأثيراً ومغزى ضئيلاً. فمثلاً: لا يؤّمن الشخص على سيارته بعد ارتكابه
لحادثة، بل يؤمن عليها قبل ذلك، اعتماداً على المعلومات التي يستقيها من الآخرين
عن النتائج المحتملة لمثل هذه الكوارث.
4. يمكن اكتساب السلوك دون استخدام التعزيز الخارجي؛ إذ
يمكن للفرد أن يتعلم كثيراً من المظاهر السلوكية بناءً على "القدوة
والمثل"؛ فيلاحظ الفرد الآخرين ثم يكرر أفعالهم. وهذا معناه أن الفرد يكتسب
السلوك من طريق التعلم بالملاحظة.
إن مقداراً كبيراً من التعلم الإنساني يمكن أن يحدث على
أساس "بديلي"، أي من خلال ملاحظة سلوك الآخرين، وما ترتب عليه من عواقب
(وتكون ملاحظة سلوك الآخرين بالمشاهدة، أو من خلال القراءة عنه، أو الاستماع إلى
وصفه).
5. إن الناس قادرون على ملاحظة سلوكهم وترميزه وتقويمه،
على أساس ذكريات سلوكهم الذي لقي تفريزاً والذي لم يلق تعزيزاً؛ وكذلك على أساس
عواقب أو نتائج مستقبلية متوقعة. فيكون بذلك قادرين على ممارسة قدر من تنظيم
الذات.
6. تتيح المهارات المعرفية الرمزية للناس أن يحولوا ما
تعلموه ـ أو أن يربطوه بما لاحظوه في عدد من المواقف ـ إلى أنماط سلوكية جديدة.
ويستطيعون عندئذ تنمية أنماط سلوكية جديدة مبتكرة، بدلاً من تقليد ما رأوه فقط.
7. يمكن اكتساب الاستجابات الانفعالية بالطرق المباشرة
أو الطرق البديلة، من طريق الملاحظة. كذلك، يمكن إطفاء أو كف أو إزالة مثل هذه
الاستجابات بالطريقة المباشرة أو بالطريقة البديلة؛ فملاحظة نماذج تتفاعل من غير
خوف مع الموضوعات التي تخيف شخص ما، يمكن أن يؤدي إلى تعديل استجابة الخوف(موقع
مقاتل من الصحراء:موضوعات اجتماعية ونفسية).
النقد
الموجه للنظرية:
1.انتقد
باندورا لتركيزه على السلوكيات الظاهرة , على الرغم من إشادته وإيمانه بأهمية
العوامل الخفية ’ ولتشدده ضد التحليل النفسي , مما جعل باندورا يتجاهل مشاكل
إنسانية واضحة مثل الصراع والدوافع اللاشعورية.
2.وجود
بعض التساؤلات التي لم تجب عنها النظرية إجابات علمية مقنعة(بركات,من دون
تاريخ:25).
يمكن
تحميل البحث كاملاً و بصيغة doc
بحث :
الحـــــــــوادث
المروريــــــــــة
الأسباب الاجتماعية , الآثار, الحلول
تعليقات: 0
إرسال تعليق