النظريات
العلمية المفسرة لمشكلة الحوادث المرورية :
أولا:نظرية
الاختلاط التفاضلي:
خرجت نظرية الاختلاط التفاضلي للوجود عام 1939م وهي للعالم الأمريكي أدوين سذرلاند , وتعني أن كل شخص يتطبع
بالطابع الثقافي
المحيط به ويتشبه
به
فإن الفرد هو جزء من الجماعة التي ينتمي إليها فكل ما لدى هذه الجماعة من مواقف أو
اتجاهات لاشك تكون هي بالذات مواقف واتجاهات الفرد, قد يتعلم الفرد عن طريق انتمائه
إلى جماعة معينة كراهية القانون أو عدم احترامه وهذا بالذات يشجع الفرد على ارتكاب
الفعل المخالف للقانون كلما سنحت له الفرصة لذالك (عين,1431هـ:247), وهذه النظرية
لسذرلاند تفسر بشكل واضح طبيعة السلوك الإجرامي وترى أن السلوك الإجرامي لا ينحصر
بارتكاب الجريمة مثل السرقة والقتل بل إن مخالفة القانون تعتبر سلوكاً إجراميا
فقطع الإشارات المرورية مثلاً والقيادة بدون رخصه وعكس السير تعتبر مخالفات
قانونية وبالتالي تصنف كسلوك إجرامي(الضحيان,بدون تاريخ:8) .
والتدريب على السلوك الإجرامي في نظرية سذرلاند يتطلب أمرين:
1.فن ارتكاب الجريمة، أي الطرق والوسائل التي يحتاجها الفرد لارتكاب جريمته وتنفيذها وهذا ما يسميه التفسير الميكانيكي.
2. تبرير التصرفات وتوجيه الدوافع والميول
لارتكاب الجريمة، وتوجيه الشخص ليتعلمها كما يتعلم فن ارتكاب الجريمة. فإذا كان
الأشخاص الذين يحيطون بالفرد يحترمون القوانين فإنهم بذلك يوجهون الشخص إلى الطريق
السوي. وإذا كان المحيطون بالشخص لا يحترمون القوانين المحيطة بهم فإنهم يوجهون
ميول ودوافع الشخص إلى طريق تخالف القانون وهذا ما يسميه سذرلاند بالتفسير
التكويني أو التاريخي.
يرى
سذرلاند إن موقف الشخص وقت ارتكابه
الجريمة كثيرا ما يعتمد على ميوله
وتجاربه السابقة. لذا فإن الفعل الإجرامي
يقع عندما يتوافر له الموقف المناسب كما يحدده الفرد, فقد يقطع شخص الإشارة
المرورية حينما يكون صاحبه موجودا ولكنه ربما لا يقطعها عند غيابه , كما أن السلوك
الإجرامي يحدث نتيجة لخلل في النظام الاجتماعي أي سوء التنظيم الاجتماعي وذلك لأن
علاقات الإنسان تحدث داخل الإطار الاجتماعي كما يراها سذرلاند(موقع الدكتورة نوره
فرج سعيد المساعد: 7).
الطرق
المؤدية إلى السلوك الإجرامي:
وضع
سذرلاند تسع طرق تعتمد كل واحدة على سابقتها للعملية التي تؤدي بشخص معين إلى
الانخراط في السلوك الإجرامي:
1. إن
أساس الإجرام هو التعليم وليس الوراثة. فمن لا يتعلم فن الجريمة لا يسلك سلوكا
إجراميا.
2.
يتم التعليم عن طريق الاتصال والاجتماع بالغير.
3.
معظم الاتصال الموجٌه للسلوك الإجرامي يكون بين الأفراد ذوي العلاقات الوطيدة، مما
يعطي وسائل الاتصال الأخرى دوراً ثانوياً في تكوين السلوك الإجرامي.
4. التدريب على السلوك الإجرامي يتطلب تعلم فن ارتكاب الجريمة، وتواجد الاتجاه والميول الخاصة التي تؤدي بالفرد إلى نهج السلوك الإجرامي.
5. عملية التعليم
للدوافع والميول تعتمد على
الأشخاص المحيطين بالفرد، فإذا كانوا معادين للأنظمة كان التأثير سلبياً، وإذا كانوا غير معادين للأنظمة في المجتمع ويحترمونها فإن تأثيرهم
يكون إيجابيا.
6. عندما يرجح الشخص آراء الذين يخالفون نظامية القانون، فإنه ينحرف، وإذا كان تأييده لمن يؤيدون النظام
فإنه لا ينحرف وهذا هو مبدأ نظرية
الاختلاط التفاضلي.
7. وكل تعرض تفاضلي يختلف حسب التكرار، والاستمرارية، والأسبقية والعمق. وكلما تعرض الشخص للموقف أكثر من مرة،
أو اتصل بالأشخاص مدة أطول، أي كلما تكرر الاتصال وزادت المدة، كلما زادت نسبة الاستجابة للنمط السلوكي. ويقصد بالأسبقية ما يتعرض له
الشخص ويكتسبه في الأطوار
الأولى المبكرة من حياته. أما عمق العلاقة فيعتمد على أمور عدة منها صلة
القرابة ومكانة المؤثر.
8. يُتعلم السلوك
الإجرامي عن طريق الاختلاط
بالأشخاص المجرمين. وهذا يشمل جميع الطرق التعليمية الأخرى، وليس فقط عن
طريق التقليد كما ذكر تارد.
9. السلوك الإجرامي تعبير عن الحاجات أو القيم
العامة، ولكنه لا يمكن أن يُفسر بهذه
القيم والحاجات. لأن القيم والحاجات تصلح
لتفسير أصل السلوك لا صفته. فالرجل الشريف
أو غير سويٌ يعبر عن حاجة أو قيمة عامة.فالرجل الشريف الذي يعمل لإشباع حاجته المادية
يشبه في ذلك الرجل غير السويٌ الذي يرتكب الجريمة للحصول على المال لإشباع حاجته(موقع
الدكتورة نوره فرج سعيد المساعد:9)
بعض
الملاحظات على نظرية الاختلاط التفاضلي:
1.ذكر
سذرلاند أن المؤثرات الخارجية تؤثر بدرجة
واحدة على جميع الناس بغض النظر عن
الاختلاف في التكوين النفسي والعضوي
للفرد. وإنما الاختلاف ينتج عندما
يختلف المثير فقط.
2.
أنها لم تستطع تعريف بعض المفاهيم الأساسية التي استخدمت في التفسير النظري للسلوك
الإجرامي.
يمكن
تحميل البحث كاملاً و بصيغة doc
الحـــــــــوادث
المروريــــــــــة
الأسباب الاجتماعية , الآثار, الحلول
تعليقات: 0
إرسال تعليق