-->


همسة لصنّاع الوعي.

هل يموت العدل بموت أحد؟؟

كثير من الناس عندما يوقظهم من نومهم ضجيج البائسين والمظلومين يرفعون الغطاء عن رؤوسهم ، ويتفوهون بالعبارة المرفقة في الصورة ( إن سألتم عن العدل فقولوا مات عمر!!) ، ..... ثمّ يعودون للنوم، ويجهلون أو يتجاهلون أنّ عمر كان حوله من يعدّله إن مال .... ومما جاء في ذلك أنّ عُمَرَ قَالَ يَوْمًا فِي مَجْلِسٍ وَحَوْلَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ تَرَخَّصْتُ فِي بَعْضِ الأَمْرِ مَا كُنْتُمْ فَاعِلِينَ؟ فَسَكَتُوا فَعَادَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، قَالَ بشير بن سعد: لو فعلت قومناك تَقْوِيمَ الْقَدْحِ! قَالَ عُمَرُ: أَنْتُمْ إِذًا أَنْتُمْ." وفي رواية "قال: ففرح بذلك فرحاً شديداً، وقال: الحمدلله الذي جعل فيكم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من الذي إذا رأى مني أمراً ينكره قومني".... ويجهل أنّ امرأة فقيرة ذات صبيان جياع انتقدته قائلة : " " (يتولى أمرنا ويغفل عنّا).... ويجهل أنّ عمر خرَج ،ويده على المعلَّى بن الجارود العبدي، فلقيتْه امرأةٌ من قريش، فقالت له: يا عمر، فوقف لها، فقالت: كنَّا نعرفك مدَّة عميرًا، ثم صِرتَ من بعد عميرٍ عُمرَ، ثم صرتَ من بعد عمر أميرَ المؤمنين، فاتَّقِ الله يا ابن الخطاب، وانظر في أمور الناس، فإنَّه مَن خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومَن خاف الموت خشي الفَوْت، فقال المعلَّى: يا أمَة الله، لقد أبكيتِ أمير المؤمنين، فقال له عمر: اسْكُت، أتدري مَن هذه، ويحَك؟! هذه خولة بنت حكيم التي سَمِع الله قولَها مِن سمائه، فعمرُ أحرى أن يسمع قولَها، ويقتديَ به.
ويجهل صاحب تلك المقولة البائسة إنّ الله لم يرتبط مصير عباده بحياة أحد بما في ذلك خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم حيث قال:
"وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ" .

  •  ابو الحارث المسلمي الصخري 

جديد قسم : out-box