المبحث الاول :
الأهمية الجيوبولوتيكية لإيران في ضوء
مقومات ( الموقع والمساحة والسكان)
اولا :
الموقع الجغرافي :-
يعد الموقع الجغرافي من اهم العوامل الطبيعية التي تؤثر في قوة
الدولة ورسم سياستها الخارجية والداخلية وطبيعة سلوكها وتكمن الاهمية
الجيوبولوتيكية لموقع الدولة في ما يمنحه
هذا الموقع في ظروف معينة تستطيع الدولة ان تستثمرها لصالح قوتها وفق القدرات
البشرية المتاحة لها على ان لكل دولة موقعها الفريد على سطح الارض يميزها عن مواقع
الدول الاخرى(1) .
وياخذ التعبير عن
موقع الدولة ابعاد جغرافية متعددة هي الموقع الفلكي والموقع بالنسبة لليابس والماء
وموقع الجوار .
الموقع الفلكي :
تقع ايران في الجزء الجنوب الغربي لقارة اسيا وتمتد بين دائرتي
عرض (25,50ْ – 41,50 ْ ) شمالا وخطي طول ( 44-63) شرقا(2) انظر خريطة رقم (1) .
وتبدو ايران بهذا
الامتداد على شكل مثلث تقريبا يمتد من الشمال الى الجنوب وتمثل قمة جبال (ارارات) رأسا لهذا المثلث وتقع هذه القمة في
اقصى شمال إيران قرب الحدود الإيرانية– التركية(3) .
ان امتداد إيران على (15) دائرة عرض شمالا يضعها ضمن المنطقة
المعتدلة الدافئة الشمالية(4) ، الا ان
بعد مساحات واسعة من اراضيها عن البحر مع وجود الاطار الجبلي المحيط بها قد ادى الى حرمانها من تاثير الرياح الرطبة
الهابة على أراضيها، فضلا عن ذلك فقد ادى امتداد إيران الواسع الى تنوع الأقاليم
المناخية فيها وهذا ساعد على تنوع الإنتاج الزراعي والحيواني فيها ايضا (5) كما يظهر اثر الموقع الجغرافي على سكان ايران
سواء كان على توزيعهم الجغرافي ام نشاطاتهم الاقتصادية وهذا له اثر واضح على قيمة
الدولة الاقتصادية والسياسية
خريطة رقم (1)
الموقع الجغرافي والفلكي لإيران
المصدر: أطلس العلم , الدار العربية للعلوم , ط1 , بيروت , 2005 , ص88 .
الموقع بالنسبة لليابس والماء :
يعد الموقع البحري للدولة عنصرا حيويا من عناصر قوتها
الجيوستراتيجية(6) ، فضلا عن انه يساعد على تعزيز مركزها الدولي وانفتاحها على دول
العالم لإقامة علاقات إستراتيـجية (
سياسية واقتصادية وعسكرية) وتتمتع إيران بموقع بحري استراتيجي تطل من خلاله على
ثلاث مسطحات مائية هي ( بحر قزوين في الشمال والخليج العربي في الجنوب الغربي
والبحر العربي والمحيط الهندي في الجنوب ) ، وقد منح هذا الموقع لإيران إمكانية
الاتصال مع دول العالم سواء كان في أوربا ام في جنوب القارة الآسيوية ام في قارة
أفريقيا.
ويبلغ مجموع أطوال
سواحل إيران البحرية نحو (2640) كم وهي تشكل ما نسبته (34,2%) من مجموع أطوال
حدودها الكلية البالغة (7705) كم لاسيما وان طول الحدود البرية يبلغ نحو (5065) كم ، جدول رقم (1)
جدول رقم (1)
اطوال الحدود البرية والبحرية لإيران مع الدول
والجبهات المجاورة لها
ت
|
منطقة الحدود
|
طول الحدود /كم
|
النسبة من مجموع طول
الحدود
|
|
البرية
|
البحرية
|
|||
|
ايران- العراق
|
1280
|
-
|
16,6
|
|
ايران – تركيا
|
470
|
-
|
6,09
|
|
ايران – ارمينيا
|
35
|
-
|
0,4
|
|
ايران- اذربيجان
|
610
|
-
|
7,9
|
|
ايران- تركمنستان
|
990
|
-
|
12,8
|
|
ايران – افغانستان
|
850
|
-
|
11,03
|
|
ايران – باكستان
|
830
|
-
|
10,7
|
|
ايران – الخليج العربي
وخليج عمان
|
-
|
1900
|
24,6
|
|
ايران – بحر قزوين
|
-
|
740
|
9,6
|
المجموع :
|
5065
|
2640
|
100%
|
المصدر:- عبد الكريم حميد بريهي ، تقييم الوزن
السياسي لايران في ضوء مقومات الموقع
والمساحة ، مجلة دراسات ايرانية العدد(3) ، جامعة البصرة 2001، ص7 .
ومن خلال جدول رقم
(1) نلاحظ ان اطوال الحدود الايرانية
متباينة سواء كانت البرية ام البحرية وتاتي نسبة الجبهة البحرية المطلة على الخليج
العربي* بـ( 24,6%) من مجموع طول الحدود الايرانية الكلية وبنسبة (71,9%) من مجموع
طول الحدود البحرية الايرانية وبالتالي فهي اعلى نسبة من بين اطوال الحدود
الايرانية مع الدول والجبهات المجاورة .
ويمثل الخليج العربي ذراعاً بحرياً للمحيط الهندي ويمتد بين شبه
الجزيرة العربية وايران ويبدو على شكل بحر شبه مغلق لولا وجود (مضيق هرمز) البالغ
عرضه نحو (47) كم (7) الذي يعد ممرا بحريا
استراتيجيا يربط الخليج العربي والمحيط الهندي ، وتبرز الأهمية الجيوبولوتيكية
لهذا المضيق بالنسبة لدول الخليج العربية وإيران ، كونه معبرا لصادرات منطقة تملك اكبر احتياط وإنتاج نفطي في
العالم باتجاه أسواق أوربا وأمريكا الشمالية وشرق آسيا ، فضلا عن انه المدخل
الرئيسي لواردات الدول الخليجية .(8)
ويبلغ طول الساحل
الذي تشرف عليه إيران على الخليج العربي بما في ذلك سواحل الاحواز الإيرانية
نحو(1200)** كم وهي تمثل (35,6%) من مجموع سواحل الخليج العربي في حين يبلغ طول
الساحل الذي تشرف عليه الدول العربية الخليجية من مصب شط العرب حتى راس مسندم نحو
(2165) كم وهي تمثل ما نسبته (64,4%) من مجموع طول سواحل الخليج العربي والبالغة
(3365) كم ، انظر جدول رقم (2) .
جدول رقم (2)
طول الساحل الإيراني على الخليج العربي مقارنة مع
سواحل الدول العربية
الدولة
|
طول
الساحل (كم)
|
نسبة
طول الساحل الى المجموع %
|
إيران
|
1200
|
35,6
|
العراق
|
15
|
0,4
|
الكويت
|
200
|
6
|
السعودية
|
550
|
16,3
|
البحرين
|
130
|
3,8
|
قطر
|
380
|
11,2
|
الإمارات
العربية
|
800
|
23,7
|
عمان
|
90
|
2,6
|
الإجمالي
|
3365
|
100%
|
المصدر : عبد الخالق عبد الله ، النظام الاقليمي الخليجي ، مجلة
السياسة الدولية ، العدد (114) 1993 ، ص33 .
ومن خلال الجدول نلاحظ ان ايران تمتلك اطول ساحل على الخليج
العربي ، مقارنة مع طول سواحل أي من الدول العربية المطلة على الخليج ، ويتصف
بكثرة تعرجاته وبعمقه الكبير الذي يتراوح بين (70-90) م (9) ، وكان هذا عاملا مهما
ساعد على انشاء الموانئ الطبيعية لايران ومن اهمها ميناء المحمرة وعبادان وشاهبور ( خميني) وبندر عباس ، اما
ساحل ايران على خليج عمان وبحر العرب والبالغ (700) كم فانه يتصف بوجود الخلجان
والجروف الصخرية (10) ، واقيمت عليه موانئ ايرانية عديدة اهمها ( شابا هار ، كواتر
، جاسك) ويعد ميناء ( شاباهار) اهمها اذا انشات فيه الحكومة الايرانية قاعدة عسكرية
(11) .
موقع الجوار :
يتركز الاهتمام في هذا
النوع من المواقع الجغرافية على الاثر الذي يتركه الموقع الجغرافي على العلاقات
السياسية والاقتصادية والعسكرية السائدة بين الدول المجاورة (12) ، ويكون موقع
الدولة سلبيا عندما تحاط الدولة بمجموعة دول تختلف عنها ايديولوجيا وسياسيا وحتى
عسكريا (13) ، وهذا ينطبق على منطقة الدراسة .
وتجاور ايران سبعة دول اتسمت العلاقات معها بعدم الاستقرار
والتوتر المستمر وحتى الصراع العسكري مع بعض جيرانها ، اذ نجد ان علاقات الجوار
بين ايران والعراق قد اتصفت بالتوتر والصراع المزمن على الرغم من الروابط الدينية
والاجتماعية بين الدولتين ، فقد شهدت علاقاتهما حالات متواصلة من مشاكل الحدود
البالغ طولها ( 1280) كم ، جدول رقم (1) اذ كان للحكومات الايرانية والعراقية
المتعاقبة دور كبير في اثارتها ، وعلى الرغم من عقد اتفاقيات كثيرة بين الطرفين
منها اتفاقية الجزائر عام (1975) التي تم بموجبها تثبيت الحدود النهرية حسب خط ( التالوك) ***(14) ، وقد حصلت فيها
ايران على الضفة الشرقية من شط العرب ثم مالبث الطرفان ان دخلا في اتون حرب طاحنة
استمرت ثمان سنوات (1980-1988) وانتهت
باتفاق دولي بوقف إطلاق النار واعتماد اتفاقية الجزائر وبذلك حصلت إيران على الجزء
الشرقي من شط العرب (15) .
وبعد تاريخ (9/4/2003) وهو تاريخ احتلال العاصمة العراقية بغداد
، وتغيير نظام صدام حسين بدأت إيران باستراتيجية جديدة مضمونها دعم أي توجه عسكري
شعبي أو رسمي ضد القوات العسكرية
الأمريكية المحتلة للعراق ، لاسيما وان التهديدات الأمريكية لإيران تعاظمت
وعلى لسان كبار رموز الإدارة الأمريكية وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش
، وتتهم الولايات المتحدة الأمريكية إيران بتقديم الدعم اللوجستي والعسكري الى
الجماعات المسلحة في مختلف اشكالها ومذاهبها ( السنية والشيعية) من اجل عرقلة
المشروع الأمريكي ( الشرق الأوسط الكبير) (16) الذي يتلخص مضمونه في ( ان الطابع
السلطوي للنظم الحاكمة في المنطقة العربية وبعض الدول الاسلامية المحيطة بها الى
جانب مناهج التعليم والسياسات الثقافية والاعلامية وغيرها تعد كلها مسؤولة عن
التطرف والارهاب وبالتالي ينبغي نشر
الديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط وهذا ما اعلنه الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش
في 9/شباط/2004) (17) وبالتالي شمول ايران بهذا المشروع بعد استتاب الوضع في
العراق مما يجعل عدم الاستقرار في العراق وضرب القوات الامريكية جزء من استراتيجية
ايران في الدفاع عن نفسها ، كما ان ايران تفهم عمل هذه الجماعات على انها حرب
بالنيابة عنها مع القوات الامريكية والخاسر الوحيد فيها هو الشعب العراقي .
وهذه الاتهامات
الامريكية جاءت متزامنة مع احتقان ( الملف النووي الايراني ) الذي ظل مصدرا للتوتر
في العلاقات الامريكية – الايرانية لاسيما وان الاخيرة اعلنت في مطلع عام (2007)
عن تشغيل ثلاثة الاف (جهاز طرد مركزي) لاستخلاص البلوتونيوم، مما يجعل ايران قريبة من امتلاك القنبلة النووية .
اما علاقات ايران مع مجلس التعاون الخليجي فقد اتسمت بالطابع
السلبي قديما وحديثا بسبب السياسات الايرانية التي تصفها الدول الخليجية على انها
سياسات توسعية فالشاه ( محمد رضا
بهلوي ) استمر في محاولة التوسع في الخليج العربي وخاصة في جزره بل انه ادعى
بتبعية منطقة شرقي الجزيرة العربية و(البحرين) التي يعدها الدستور الايراني مقاطعة
ايرانية حسب المادة (14) من هذا الدستور (18) .
وما تزال قضية احتلال إيران للجزر الإماراتية
العربية الثلاث ( طنب الكبرى ، طنب الصغرى ، وابو موسى ) احد أهم أسباب توتر
العلاقات الخليجية - الإيرانية الى يومنا
هذا وترفض إيران إرجاع هذه الجزر الى الأمارات معللة ذلك بأنها جزر إيرانية صرفة .
على ان العلاقات مع الدول غير العربية هي ايضا يشوبها التوتر
والتصعيد وخاصة مع تركيا وجمهوريات ( ارمينيا واذربيجان وتركمنستان ) وافغانستان
وباكستان حول قضايا الحدود البرية وبحر قزوين والمقاطعات الحدودية (19).
يتضح لنا ان ايران تعاني من ازمات متراكمة مع دول الجوار
الجغرافي سببت في بعض منها حروب طاحنة وهذه الازمات تعطينا حكم مسبق على ان ايران
دولة غير منكفئة في اراضيها ولديها طموحات ومشاريع سببت لها الكثير من الازمات
السياسية والاقتصادية والعسكرية ، وهذا لا يعني تماما اخلاء مسؤولية الدول
المجاورة لايران من هذه الازمات لكن ايران بوضعها العسكري والاقتصادي الحالي القوي
لا يسمح لاي دولة بان تتجاوز على اراضيها بل ان هناك عامل خوف لدى العديد من دول
الجوار الايراني نتيجة تنامي القوة العسكرية مع وجود استرتيجيات ايرانية للتوسع
الاقليمي للنفوذ العسكري والاقتصادي على حد سواء .
ثانياً: المساحـة :
تعد المساحة من المعايير المهمة لقياس قوة الدولة واهميتها العسكرية والاقتصادية بوصفها المجال
الحيوي الذي تتحرك فيه الدولة لتطبيق انشطتها (20) .
تمتلك ايران مساحة
كبيرة تبلغ نحو ( 1,633000) كم2 وهي بذلك تصنف ضمن الدول الكبيرة جدا حسب تصنيف (
نورمن باوندز ****) ، وهي اكبر دولة اذا ما قارناها بدول الجوار الجغرافي ( العراق ، تركيا ، باكستان ، أفغانستان ) اما
بالنسبة لدول الخليج العربي فلا تكبرها بالمساحة الا المملكة العربية السعودية
والتي تبلغ مساحـتها نـحو (2,199946) كم2 (21) ، اذ تشكل إيران نحو(75.7%) من
مساحة المملكة العربية السعودية .
وتأتي إيران
بالمرتبة السادسة من حيث المساحة بين دول آسيا أي أنها تتمتع بمساحة كبيرة أعطتها
أهمية جيوبولوتيكية سياسية واقتصادية وعسكرية
زادت من قوتها الاقليمية في المنطقة مما ولد عندها شعور بالقوة والتسيد
وهذا انعكس على سياستها الخارجية وعلاقاتها الاقليمية مع دول الخليج العربي مما
دفع بها الى احتلال اجزاء من الاراضي العربية مثل الجزر الاماراتية ( طنب الكبرى ،
طنب الصغرى ، وابو موسى) في الخليج العربي والضفة الشرقية من شط العرب وجزء من اقليم الاحواز العراقي
الغني بالنفط .
ثالثاً :
الســكان :
تعد المقومات
السكانية بشكل خاص من اهم الركائز التي تقوم عليها قوة الدولة واهميتها الجيوبولوتيكية الاقليمية
والدولية فضلا عن كونها الموجه الرئيس لسياسة الدولة الداخلية والخارجية (22) .
وتظهر التعدادات والتقديرات السكانية التي اجريت في ايران ان
عدد سكانها بلغ في عام (1900) نحو (9,860) مليون نسمة وارتفع في عام (1934) ليصل
الى ( 13,220) مليون نسمة وفي عام (1940) وصل عدد السكان الى ( 14,550) مليون نسمة
اما في تعداد عام (1956) فقد بلغ عدد السكان نحو ( 18,916) مليون نسمة(23) ، جدول
رقم (3) ثم استمر عدد السكان بالزيادة المطردة في التعدادات السكانية التي اجريت
عام ( 1966 ، 1976 ، 1986 ) فقد وصل عدد السكان في عـام(1986) الى نحو ( 43,799)
مـليون نـسمة (24) ،وفي عام ( 1997) ارتفع عدد سكان ايران ليصل الى ( 64,600)
مليون نسمة وبهذا نجد ان حجم سكان ايران يعادل ما نسبته ( 25%) من سكان الوطن
العربي الذي بلغ في عام ( 1997) ايضا نحو
(262,9) مليون نسمة (25) .
اما في عام (2000) بلغ سكان ايران نحو ( 65,364) مليون نسمة وفي
عام (2005) وصل الى (68) مليون نسمة وفي ضوء معدلات النمو السكاني واتجاهاته يقدر
عدد سكان هذه الدولة في عام (2025) نحو (97) مليون نسمة ، انظر جدول رقم (3)
جدول رقم (3)
عدد سكان إيران للأعوام ما بين (1900- 2005)
*مليون نسمة
السنة
|
1900
|
1934
|
1940
|
1956
|
1966
|
عدد السكان
|
9,860
|
13,220
|
14,550
|
18,916
|
25,078
|
السنة
|
1976
|
1986
|
1997
|
2005
|
2025*
|
عدد السكان
|
33,708
|
43,799
|
64,600
|
68,000
|
97,000
|
* تقديرات الامم المتحدة .
المصدر
1-U.N. Demographic
Indicators of countries .New York . 1982 .P.304 .
2-United nation word
population prospects the 2000 yerision Volume 1 : com prehensive tables , New
York 2007, p,476 .
3-عبد
الامير كاسب مزعل ، حجم السكان وتوزيعهم الجغرافي في ايران ، مجلة دراسات ايرانية
، جامعة البصرة 2005 ، ص24 .
ومن
خلال تحليل الارقام الواردة في الجدول ومقارنتها مع حجم سكان دول الجوار الجغرافي
لايران مثل العراق ودول الخليج العربي نجد انها تستأثر بحوالي (62,7%) من مجموع
سكان هذه المنطقة في عام 1994 اذ بلغ مجموع سكان دول الخليج العربي نحو (95,799)
مليون نسمة بضمنها (العراق وايران) ، وفي عام (2000) وصلت نسبة ايران نحو (65,5 %)
من مجموع سكان الخليج العربي البالـغ عددهـم (115,674) مليون نسمة (26) .
ان
تظافر مجموعة عوامل منها سعة المساحة ووفرة الموارد الطبيعية يقابله تنامي في
الحجم السكاني لايران يجعل منها دولة عظمى بالنسبة لدول الشرق الاوسط التي تفتقر
بعض منها لمقومات القوة وخاصة حجم السكان ، اذ نجد ان حجم سكان العراق (21,800)
مليون نسمة في عام (2000) والسعودية ( 20,200) مليون نسمة والكويت (1,800) مليون
نسمة والبحرين (600) الف نسمة وقطر (700) الف نسمة ودولة الامارات (2,400) مليون
نسمة وعمان (2,500) مليون نسمة (27) ، في حين ان عدد سكان ايران لنفس العام
(65,364) مليون نسمة ، وبالتالي نجد ان حجم الفرق في السكان كبير مما اعطى لايران
تصور ورؤية استراتيجية مفادها ( انها القوة العظمى في الخليج العربي ، وصاحبة النفوذ الاوسع )
على حساب الدول العربية وراحت تفرض استراتيجيتها الخاصة بالخليج العربي باعتباره
جزء من الامن القومي الايراني ، حتى انها تجاوزت
المياه الاقليمية لها واحتلت مناطق وجزر عربية تمتلك صفة استراتيجية ، فضلا
عن استغلالها لمياه الخليج العربي لاسيما وانها اصبحت ساحة لحركة الغواصات النووية
الايرانية التي تفتقدها الدول العربية ، مما يعطي لايران صفة السيطرة والتحكم
بمياه الخليج العربي وما يوجد فيها من حركة تجارية نفطية اقليمية ودولية .
تعليقات: 0
إرسال تعليق