كتاب (صنع العدو أو كيف تقتل بضمير مرتاح) لمؤلفه (بيار كونيسا) باحث واكاديمي ودبلوماسي فرنسي، والذى شغل منصب مساعد مدير لجنة الشؤون الإستراتيجية في وزارة الدفاع الفرنسية. وهو حاليًّا أستاذ في معهد العلوم السياسية. ومن مؤلفاته دليل الجنة (صدر عام 2004)، وآليات الفوضى (صدر عام 2007).
النقاط الرئيسية
1- يشير «هوبز» إلى أن الناس يتصرفون بصورة عنيفة ضد بعضهم البعض، وهو تطبيق للعبارة «الإنسان ذئب للإنسان»، إذ إن الحالة البدائية هي «حرب الجميع ضد الجميع»، وليس العنف سوى استباق للخوف في مواجهة التهديد الحقيقي أو المفترض.
2- قانون الحرب يمثل إلى الآن العدالة التي يطبقها القوي على الضعيف، حيث يبقى جنود الطرف الأقوى محصنين، حتى لو كان القتلى من المدنيين، وهو ما دفع إسرائيل لتغيير اتفاقية جنيف التي تفرق بين المدنيين والعسكريين في منطقة النزاع.
3- هناك حاجة ملحة للعدو، فهو من أنجح العوامل التي تعيد وحدة المجتمع وهويته. وتغذي ذكرى الحرب الأساطير الجماعية لهوية الجماعة، ونلاحظ أن التاريخ منوطًا نوعًا ما بالتبرير في حال النصر، وبالتمثيل أو العذر في حال الهزيمة.
4- لقد وضع مفكرو المحافظين الجدد «الحرب الاستباقية» دليلًا ومبررًا لهم، واعتبرت الولايات المتحدة أنه يمكنها أن تتخذ قرارًا أحاديًّا حين تعتبر أن شروط «الحرب العادلة» متوافرة من أجل المصلحة العامة، ما يعني بالنسبة لهم أن المصلحة الأمريكية هي مصلحة االعالم، والدولة المارقة هي دولة عدوانية بطبيعتها.
5- يُشكل قرب حدوث التهديد عاملًا يسمح باستخدام القوة، وتؤدي وسائل الإعلام دورًا أساسيًّا لإقناع الرأي العام بنجسيد الشعور بقرب الخطر، وهو ما قامت به مجموعة فوكس نيوز للترويج للحرب في العراق.
6- تكثر العبارات الجاهزة في الكتب الاستراتيجية، إلا أنها لا تعالج مكمن الخطأ، فعلى الرغم من أن توصيف المسألة يعد وجهًا أساسيًّا للتحليل الإستراتيجي، إلا أننا كثيرًا ما نتكلم على المسألة الفلسطينية بينما يتعلق الأمر بمسألة الاستيطان الإسرائيلي، أو عن مسألة السود في الولايات المتحدة، بينما كانت المشكلة في الأصل هي البيض، وعن مسألة وضع المرأة في البلدان الإسلامية، فيما يتعلق الأمر طبعًا بمسألة تصرف الرجال.
7- يتسم خطاب القوة بحالة من الفصام، فهو يدين أفعال القوى الخارجية بل والحلفاء، ثم يقوم بنفس الفعل، متحججًا بأن الآخر يقوم بها.
8- الخطاب التاريخي دائمًا ما يكون مزدوج المعايير، فالشيوعية كانت «جنة العمال» في نفس الوقت الذي كان الإضراب ممنوعًا، وتبقى فرنسا بلد حقوق الإنسان على الرغم من كونها القوة الاستعمارية الثانية في العالم.
9- القول بأن «الفقر يولد الحرب» غير منطقي لأن الأمم الغنية هي التي تسببت في نزاعات قوة أو انقلابات أكثر مما سببته الأمم الفقيرة.
10- عن العدو الإعلامي: لأول مرة في التاريخ، تابع الناس حرب الخليج الثانية عام 1991 مباشرة بفضل قناة سي إن إن، ففي الفراغ الأيديولوجي ما بعد الحرب البارده بدأ التأثير الإعلامي ذو شأن. لقد قال «روميو دالير» الجنرال الكندي قائد قوات الأمم المتحدة «يساوى المراسل الصحفي كتيبة على الأرض»، وبالفعل تتفوق الصورة والانفعال على التحليل، وتصبح العوامل الداخلية لتأثر الرأي العام المحددات القوية للسياسة الخارجية، إلا أن الإعلام يهدف أيضًا إلى عدم نشر العديد من الحقائق خدمة لقوى كبرى.
تعليقات: 0
إرسال تعليق