-->

محاضرة رقم (9): نظريات بناء الواقع الاجتماعي

محاضرة رقم (9):
نظريات بناء الواقع الاجتماعي

وسائل الاتصال تشكل إحدى العمليات المركزية التي تحصل عن طريقها الناس على فهم ذاتي للحقيقة الموضوعية, ومع تزايد استخدام هذه الوسائل في حياة الأفراد يصبح الدور الذي تلعبه في بناء الواقع الاجتماعي أكثر أهمية.
دراسة الواقع المدرك من وسائل الإعلام:
غالباً ما ينظر الناس إلى وسائل الإعلام بإعتبارها أدوات نعكس العالم المحيط بهم, فالمادة الأخبارية تستخدم في مراقبة البيئة, والدراما تعكس قيم المجتمع وعاداته وأنماط معيشته, وتعد وسائل الإعلام وفق هذا المفهوم بمثابة النافذة التي نطل من خلالها على الواقع الاجتماعي.
ينظر بعض الناس لوسائل الإعلام بصورة مختلفة, حيث بدون أنهما تختار التركز على بعض الموضوعات والقضايا ليس لكونها تعكس الواقع الاجتماعي, وإنما لتحقيق بعض المصالح والأهداف للمسيطرين على هذه الوسائل, ويرى هؤلاء أن وسائل الإعلام لا تعكس ما يحدث في العالم الخارجي, وإنما تنمى عالماً الذي صنعته تلك الوسائل حقيقاً في أذهاننا, وقد يصل البعض إلى درجة عدم التميز بين العالم الذي صنعته وسائل الإعلام والعالم الحقيقي الواقعي.
مرت وسائل الإعلام بتطورات عديدة خلال سعيها لنقل الواقع المعاش, ويرى "جيمس هارلس" أن وسائل الاتصال ظلت حتى القرن 19 تعتمد على المحاكاة والفن والموسيقي وخلال هذا القرن وما تلاه حدثت الثورة الصناعية التي أدت إلى تداكم المعرفة, وابتكار العديد من الآلات الاتصال.
غالباً ما قام العلماء بدراسة الواقع المدرك لوسائل الإعلام من خلال بعض الأطر النظرية مثل نظرية وضع الأولويات, نظرية الأستخدامات والأشباعات, نظرية الأنماء الثقافي يمكن تصنيف الواقع المدرك من وسائل الإعلام في ثلاث فئات أساسية هي:
1.     دراسات تستهدف ربط الواقع المدرك بالرسالة:
من أشهد الدراسات دراسة "أتكين" حول أثار العنف الواقعي والعنف الخيالي الذي يعكسه التلفزيون على السلوك العدواني, ودراسة "نوبيل" حول أثار وأشكال العنف على الأطفال, ودراسة "توماس وتيل" حول أثار مشاهدة العنف الواقعي والعنف الخيالي على الشخصية العدوانية, وتمكن أهمية هذه الدراسات في:
-   لم تقدم هذه الدراسات تعريفاً نظرياً للواقع المدرك من وسائل الإعلام, وكان يتم التعامل مع مفاهيم الواقع المدرك والواقع الحقيقي بإعتبارها شيئاً واحد, فمثلاً يتم تصنيف الأخبار بأعتبارها تعكس الواقع, يتم تصنيف البرامج الدرامية بأعتبارها لا تعكس الواقع.
-       تفترض في هذه الدراسات أن واقعية الرسالة تكمن في محتواها, بصرف النظر عن خصائص المتلقين لتلك الرسالة.
ثانياً: دراسات تستهدف ربط الواقع المدرك بالمتلقي.
مشترك دراسات هذه البيئة في ثلاث خصائص.
أ‌.       الاهتمام يتأثر الواقع المدرك من وسائل الإعلام على المتلقي بدلاً من كونة خاصية من المحتوى.
ب‌.   معاملة الواقع المدرك من وسائل الإعلام كمرادف لدقة وسائل الإعلام, وخاص إذا كانت الموضوعات المطروحة مماثلة لخبرات المتلقين.
‌ج.    قياس الواقع المدرك بطريفية كلية أو جمالية بدون النظر إلى مكونات هذا الواقع المدرك.
أعتمدت معظم هذه الدراسات على قياس متغير واحد من المتغيرات في الواقع المدرك لوسائل الأعتمدت معظم هذه الدراسات على قياس متغير واحد من المتغيرات في الواقع المدرك لوسائل الإعلام.
ثانياً: دراسات تستهدف وضع تعريفات نظرية للواقع المدرك:
وكثرت هذه الفئة على تطوير تعريفات نظرية للواقع المدرك من وسائل الإعلام, ومن أمثلة ذلك دراسة "هاوكنز" حول أدراك الأطفال للواقع التلفزيوني, حيث لا حظ الباحث أن الواقع المدرك من التلفزيون يتضمن أبعاداً متعددة, واستنج وجود أربعة أبعاد نظرية للواقع المدرك من T.V :
1.  متغير النافذ الحرية, ويقصد به درجة اعتقاد المشاهد بواقعية المراد التي يراها على الشاشة ويتراوح قياس البعد من العتقاد المطلق بأن ما يقدمه T.V عبارة عن خيال خالصي إلى الاعتقاد بأن ما يقدمه T.V صورة مطابقة للواقع الحقيقي.
2.     متغير التوقعات الإجتماعية, ويعني الفائدة المتوقعة للمشاهدة م التعرض للتلفزيون وقياسها يتم من خلال مقيدة تماما أو غير مقيدة مطلقاً.
3.     متغيرة المحتوى, ويعني نوع المضمون الذي يتم عرضه وما أذا كان المضمون واقعي أو مجرد خيال.
4.     متغير السياق, أو البيئة الذي يدور فيها المحتوى المقدم وما أذا كانت بيئة حقيقية أم زائفة


·        في ضوء ما سبق يمكن الحديث عن مكونات الواقع المدرك من وسائل الإعلام:
هذا الواقع يمكن اعتبار بناء مكون من ثلاث متغيرات أساسية هي:
أولاً: النافذة الحرية: يمكن تحديدها من خلال النافذة التي يطل المشاهد من خلالها على الواقع الاجتماعي الموضوعي, وتطلب دراسة هذا المتغيرة التميز بين أسلوبين (أسلوب الرسالة والقالب العالم للرسالة:
ثانياً: المنفعة: تمثل المنفعة البعد الثاني في أدراك الواقع من T.V ويطلق عليه التوقعات الإجتماعية وتعني درجة الاعتقاد ويقابله تطيق المحتوى على حياة المشاهدين الخاصة.
ثالثاً: التوحد: يتمثل هذا المتغير في مدى اقتراب المشاهد النفسي من شخصيات T.V التي تقدم الرسائل بمعنى ما مدى الإيمان بالشخصيات التلفزيونية وفاعليتها ومدى تأثيرها على حياته, حيث يحدث تفاعل شية اجتماعية, مقد يشعر الفرد الذي يتوحد مع شخصية T.V بصداقة جمعية ويكثر من التفيكير والإعجاب بما وهذا لا يعني أن الأفراد الذين يتوحدون بشدة مع الشخصيات عبر متوازنين أو عتبر قادرين على التميزين عالم T.V  والم الواقع بل تكون مشاعرهم مشابهة لمشاعر الأشخاص الحقيقية في الحياة.

جديد قسم : Communication science

إرسال تعليق