-->

في المحطات ....ثمة طفل يتأرجح بين دمعتين ....يتشبث ببنطال والده ...تعلق في كفه الصغير فراشةٌ هاربة من قصص المساء ..يشبك يده بجناحها و يلوحان معاً للأب المسافر ...في المحطات ...امرأةٌ قد جاوزت السبعين ...تجلس إلى مقعدها .... تهمس شيئاً للفراغ الذي يجلس بجانبها ..تعاتبه .. تبتسم له ... تصدقه ...ثم تغادر و إياه إلى المقهى القريب ...تدفع ثمن فنجاني قهوة و تحتسي واحداً ...ثم تترك مظلتها و ذاكرتها بقشيشاً للنادل المستغرِب ...في المحطات ...عاشقةٌ ترتدي فستانها الأحمر الذي يُحب ...تدندن أغنية لقائهما الأول ...تشيبُ باقة الورد في يدها و يكبر اليوم ليصير سنواتٍ و محطات ..وحدها التجاعيد تذكرها برحيله الأبدي و بأقراص دواءها ...في المحطات ...أعقاب سجائر ... مناديل ... قبلاتٌ و دموع ... تذاكر ...و مقاعد عنيدة تأبى السفر .

جديد قسم : Poems

إرسال تعليق