-->

فن المقال الصحفي : 3- انواع المقالات /االعمود الصحفي .

2/ فن العمود الصحفي:

المقال العمودي عبارة عن مساحة محدودة من الصحيفة تضعها الصحيفة تحت تصرف أحد الكتاب للتعبير من خلالها عن آرائه وأفكاره وخواطره دون أن تشترط عليه التزامه بسياستها مع الحرص على عدم المعارضة القوية لها .
ويعتبر المقال العمودي من أكثر المقالات قبولاً وقراءة وصدى لدى القراء لأنه يمتاز " بخفة الظل " النابعة من قصر مساحته وبلاغة كلماته وقوة معانيه وتجدد موضوعاته خاصة المقالات العمودية اليومية.
خصائص العمود الصحفي:
1.              الجمع بين بساطة اللغة الصحفية وسهولتها ووضوحها بين جمال اللغة الأدبية.
2.              يعبر عن التجربة الذاتية للكاتب.
3.              يقوم على أساس وجود علاقة حميمة بين الكاتب والقراءة.
4.      يقوم على تطبيق القاعدة الذهبية في الصحافة والتي تقول: أكبر كم من المعاني والمعلومات في أقل قدر ممكن من الألفاظ.

العناصر الثابتة في المقال العمودي:
والمقال العمودي إضافة إلى أنه يحمل توقيع واسم كاتبه فلابد أن يحافظ على عدد من العناصر الثابتة و هي:
× أن ينشر في صفحة ثابتة.
× له عنوان عمودي ثابت بخلاف عنوان المقال المتغير حسب الموضوع.
×أن يكون له موقعا ثابتا على الصفحة الثابتة.
×أن تكون له دورية نشر دورية نشر ثابتة.
 وتمتاز موضوعاته بالحيوية البالغة والإثارة الهادفة ولا يوجد قيود على المجالات والموضوعات التي يطرقها الكاتب, فمن حقه أن يكتب في السياسة والاقتصاد والأمن والثقافة والفن والأدب وغير ذلك مع اختلاف زاوية المعالجة للموضوع.
فكاتب المقال العمودي الذي يفترض في مساحته أن يكون محدودة عليه أن يهتم بمعالجة الموضوع الذي يطرحه من زاوية محددة ومركزة دونما تشتت أو توسع.
 Õو من أمثلة المقالات العمودية في الصحافة الفلسطينية: مقال دفاتر الأيام و أطراف النهار لحسن البطل في صحيفة الأيام، و مقال حياتنا لحافظ البرغوثي، و مقال حديث الأربعاء لأحمد دحبور في صحيفة الحياة الجديدة.
و يشار هنا إلى أن فن المقال العمودي الصحفي انتشر بصورة واسعة و ملحوظة في الفترة الأخيرة في المواقع الإلكترونية الفلسطينية و العربية على حد سواء.

* أسلوب المقال العمودي:
 يتوفر في أسلوبه قدر من الأسلوب الأدبي الجمالي من حيث الاعتناء بالألفاظ واستخدام الصور البيانية والموسيقى اللفظية شريطة عدم الإغراق فيها حتى لا يصبح أدبا خالصا ويتحول إلى خاطرة و يصفه البعض على أنه ( وجبة سريعة دسمة).
كما يغلب على أسلوب المقال العمودي الأسلوب النقدي من خلال تناول بعض القضايا و الأفكار و تقديم وجهة نظر مخالفة أو معارضة للفكرة.
و يميل المقال العمودي إلى الاهتمام بالشؤون العامة, لذا يهتم البعض بمعالجة هذه القضايا المتجددة بأسلوب نقدي قائم على السخرية ( المضحك المبكي ) تجاه الظواهر السلبية في المجتمع.

كتابة العمود الصحفي:
يكتب العمود الصحفي كما المقال الافتتاحي من ثلاثة أجزاء(مقدمة، جسم، خاتمة).
أولاً/مقدمة العمود الصحفي:
مقدمة العمود الصحفي تشمل مدخل أو زاوية يمهد بها الكاتب لموضوع العمود وهذا المدخل أو الزاوية يمكن أن يشمل على النقاط التالية:
1.     خبرا من الأخبار أو حدثا من الأحداث الهامة الجارية بشرط أن يركز الكاتب على زاوية معينة أثارت انتباهه ويرى أنها تهم القراء في نفس الوقت.
2.     فكرة أو خاطرة أو لمحة أو انطباع يرى الكاتب أنه يحتاج إلى شرح وتوضيح أو إلى تفسير وتعليق أو إلى استخلاص العبرة منه.
3.     قضية أو مشكلة أو حدث يرى الكاتب أنه يمس مصالح القراء أو يثير اهتمامهم، وللكاتب أو القضية وجهة نظر يريد الإفصاح عنها.
ولكن يشترط أن تكون الزاوية التي يتناول الكاتب من خلالها هذه القضية أقرب إلى اهتمام الناس وتفكيرهم، أو قد تكون الزاوية هي تجربة الكاتب الذاتية مع الحدث أو القضية نفسها.
4.     حكمة مأثورة أو مثل شعبي معروف، أو قول لمفكر أو كاتب أو فيلسوف، وأحيانا يبدأ العمود بتصريح هام لشخصية من الشخصيات التي تلعب دورا في الأخبار اليومية فيستند إليه كاتب العمود في إبراز الفكرة التي يريد قولها.

ثانياً/جسم العمود الصحفي:
وهو يضم جوهر المادة يحتويها العمود الصحفي وقد يشمل النقاط التالية:
1.              الأدلة أو الشواهد أو الحجج التي يؤكد بها الكاتب رأيه.
2.              تفاصيل الحدث أو الصورة الحية أو القصة أو المشكلة أو القضية التي يطرحها الكاتب على القراء.
3.     وعندما يكون العمود عبارة عن سؤال من القارئ وإجابة من الكاتب فإن جسم العمود الصحفي يتضمن إجابة الكاتب على سؤال القارئ.
ثالثا: خاتمة العمود الصحفي:
وقد تشمل خاتمة العمود الصحفي على واحد من النقاط التالية:
1.              خلاصة رأي الكاتب في الحدث أو القضية أو المشكلة التي يعرضها.
2.              العبرة أو الموعظة أو الحكمة التي

طريقة عرض مادة المقال العمودي:
و للعمود الصحفي أنواع متعددة لعرض مادته تختلف باختلاف مضامينها وهذه الأنواع هي:
1- العمود الصحفي الذي يغلب عليه الاهتمام بالشؤون، فيتعرض لمختلف القضايا، ولكن من الزاوية التي تهم القراء وتمس مشاعرهم.
2- العمود الصحفي الذي يغلب عليه الاهتمام بالنقد الاجتماعي اللاذع والقائم على السخرية ( المضحكة المبكية ).
3      العمود الصحفي الذي يقوم على ذكر أسئلة أو خطابات تصل إلى الكاتب من القراء، ثم يتولى هو الرد أو التعليق عليها أو الاكتفاء بنشرها.
4- العمود الذي يقوم على الحوار الذي يخلقه الكاتب سواءً على لسانه أو لسان غيره، وهو قد يأخذ شكل الحوار مع نفسه ( المونولوج ) أو يأخذ شكل الحوار مع غيره ( الديالوج ).
5- العمود الذي يقوم على وصف الطرائف والمفارقات بهدف تسلية القارئ.ء بعد أن يجيب على سؤال يقدم له من قارئ في الأعمدة التي يكون موضوعها الإجارة على بعض أسئلة القراء.


المرجع الرئيس: فن الكتابة الصحفية – د.فاروق أبو زيد.

جديد قسم : Press article

إرسال تعليق