هذه أسئلتي فهل من مجيبٍ يُقنعني بخلاف ما اعتقد بشأن موضوعاتها، كي أعترفَ أمام الجميع بجهلي وحماقتي وقِلَّةِ عقلي (؟!) بقلم أسامة عكنان
ArabNyheter | 2014/02/25
أرجو أن يجيبني العقلاء والحكماء والعارفون على الأسئلة التالية كي أفهمَ، لأنني أصبحت على ما يبدو عاجزا عن الفهم:
ما معنى وكيف وفي أيِّ ظروف وبأيِّ سيناريوهات يمكن أن يتمَّ ويتجسَّد ما يُسَمَّى بـ "حلُّ القضية الفلسطينية على حساب الأردن" (؟!)
ما معنى وكيف وفي أيِّ ظروف وبأيِّ سيناريوهات يمكن أن يتمَّ ويتجسَّد ما يُسَمَّى بـ "حلُّ القضية الفلسطينية على حساب الأردن" (؟!)
كيف ومتى ولماذا وضمن أيِّ سيناريو يمكن لإسرائيل أن تُهَجِّر ملايين الفلسطينيين أو حتى مئات الآلاف منهم إلى الأردن لفرض ما يسمى "أمرا واقعا جديدا" (؟!)
وإذا كانت تستطيع أن تفعلَ ذلك، فلماذا تأخرت حتى الآن، وما الذي كان يمنعها من فعله فيما مضى، وعلى مدى زمني قارب الخمسين عاما (؟!)
كيف يمكن لورقة بائسة اسمها "جواز سفر" تمنحها الدول المتحضرة لمن يولدون على متن طائراتها وسفنها وليس على أراضيها فقط، أن تُظْهِر هوية شعب وتُخْفي هوية شعب آخر، إلا إذا كان ذلك الشعب الآخر لا يثق في هويته لأنه يعتبرها مهزوزة وغير شرعية ولا جذور لها تمنحها المشروعية أصلا (؟!)
هل هناك بقعة على سطح هذا الكوكب تَحَقَّقَ فيها نموذج الوطن البديل، حتى نفهمَ المقصود بهذه الأسطورة التي لم تتحدث عنها سوى ميثولوجيا عنوانها "المخاطر التي تهدِّد الهوية الأردنية" (؟!)
وهل هناك شعب في العالم غير الشعب الأردني يتمُّ الترويج الدائم لواقعةِ أنَّ هويتَه مستهدفةٌ وأنها في خطر، وإلى أنه سيختفي كما اختفى الهنود الحمر.. إلخ، ليتمَّ إلهاؤه بهذه الكذبة، فلا يطالب بحقوقه من سارقيها وناهبيها (؟!)
هل يَجْرُؤُ أيٌّ كان على شرح ما يسمى بـ "النموذج السنغافوري" على مسامع الشعبين الأردني والفلسطيني، إن كان هناك من بين مُرَوِّجي أسطورة "الوطن البديل" من يعرف هذا النموذج ويفهمه ويعيه، كي يكتشفَ جميع الغافلين من أبناء هذا الشعب أن ما يدعو إليه الإقليميون ويطلقون عليه دسترةَ فك الارتباط وقوننتَه، هو الذي يمكنه أن يُنْزِلَ هذه الأسطورة من أعشاش الخرافات إلى أرض الواقع، وأن الأردن سيبقى عَصِياًّ على تجسيد هذه الأسطورة إذا تمَّتْ العودة عن قرار فك الارتباط البائس، لأن هذه العودة هي حصنُه الحصين وحامي حمى هويته الوطنية التي ستدفع الشعب الأردني إلى التغيير والتحرير اللذين هما عماد وجوده وكينونته الوطنية الأصيلة في مواجهة الفساد والاستبداد والوظيفية والاحتلال (؟!)
لماذا لم تتعرَّض "الهوية الأردنية" لأيِّ مخاطر طول الوقت الذي كانت فيه "الضفة الغربية" أردنية سياسيا وإداريا وقانونيا، وهي مدة استمرت 40 عاما، منها عشرون عاما كانت فيها الضفة حرَّة مستقلة تحت السيادة السياسية للأردن، ومنها عشرون عاما كانت فيها تحت الاحتلال الصهيوني (؟!)
ولماذا لم يتحدث أحد عن مخاوفه على "الهوية الوطنية الأردنية" على مدى تلك الأعوام الأربعين، بل لماذا كان النظام الأردني يعتبرُ أيَّ مطلب بتنازله عنها على مدى تلك الحقبة الطويلة مطلبا يمسُّ بوحدة وسيادة الأراضي الأردنية، دون أن يعارضَه في ذلك أيُّ بوقٍ من الأبواق التي لا تفتأ تُجَعْجِعُ ليل نهار بضرورة الدسترة منذ اتجهت إرادة فرعونهم إلى غير ما كانوا يطنطنون له به (؟!)
ولماذا يُخْشى على تلك الهوية من مثل هذه المخاطر الطلسمية غير المفهومة لو تمت العودة إلى سابق العهد، أي ما الذي تغيَّر في جينات الأردن أو في جينات الضفة الغربية، فجعل تبعيتها العضوية للأردن قبل 31/7/1988، تحقنُ الهوية الأردنية بالقوة والمنعة، لينقلبَ الأمر فجأة ومرة واحدة وبلا سابق إنذار بعد قرار الملك حسين في ذلك التاريخ، فتصبحَ الضفة الغربية عضوا ساما وغير ملائم جينيا للجسد الأردني، يُخْشى من إصابته بالموت إذا عاد إليه (؟!)
كيف يمكن لدسترة فك الارتباط أن يُقوي القضية الفلسطينية ويحمي الهوية الأردنية والفلسطينية معا، مع أن القرار لعنَ سنسفيل القضيتين والشعبين والهويتين والمشروعين الوطنيين الأردني والفلسطيني منذ اتخاذه على شكل تعليمات فقط ودون أن يتحول إلى نص تشريعي أو دستوري، أليست الدسترة هي تجسيد قانوني أساسي للعنِ السنسفيل هذا (؟!)
كيف سينتهي حق العودة وكيف ستسقطُ قضية اللاجئين، وكيف سيُطوَى ملف القرار 194، إذا تمَّ إسقاط قرار فك الارتباط واستعادة الارتباط، في حين أن الوقائع تقول أن مخاوف ضياع هذه الحزمة من حقوق اللاجئين الجوهرية لم تظهر إلى حيِّزِ الوجود إلا بعد صدور قرار فك الارتباط، بينما لم يكن لها وجود قبل ذلك، ولا أحد كان يتحدث عن إمكان ارتكاب هذه الجريمة النكراء في حق اللاجئين، لا بل إن الخوف على "الهوية الأردنية" لم يُطْرَح في يوم من الأيام إلا بعد صدور القرار، بل إن المقاومة لاسترجاع الحقوق كانت قائمة وموجودة فعلا قبل اتخاذ القرار، وأنها لم تبدأ تختفي شيئا فشيئا، لتختفي نهائيا إلا بعد اتخاذه (؟!)
ما هو فعلُ السحر الذي ستفعله دسترة فك الارتباط في الأرض المحتلة، لتحرِّرَها فجأة، ولتخنقَ إسرائيل فجأة، ولتُسْقِطَ المشروع الصهيوني فجأة، ولتحوِّلَ الأردن إلى جنة فجأة، ولتتجسَّد الهوية الفلسطينية فجأة.. إلخ (؟!)
إذا كان قرار فك الارتباط قد اختزلَ القضية الفلسطينية من قضية إنسانية وإسلامية وقومية تتحرك في تلك الفضاءات الرَّحبة، مستدعيةً حقوقا تاريخية على الأراضي المحتلة عام 1948، إلى قضية قُطْرِيَّة هزيلة بائسة تبحثَ لها عن موطئ قدم في بعضِ كهوف الضفة الغربية المحتلة، بعد أن كانت تناكفُ الصهيونية والإمبريالية في كلِّ فلسطين، بسبب أردنية الضفة الغربية التي وقفت على الدوام حاجزا يحول دون أيِّ تنازل عن شبر من فلسطين المحتلة عام 1948، فهل لقرار فك الارتباط من معنى حقيقي غير أنه جاء ليحرِّرَ إسرائيل من ضغوطِ المطالبة بفلسطين التاريخية، ولمساعدتها على امتلاك أوراقٍ تناور بها لكي تتهرَّبَ من التزاماتِها الدولية تجاه قضية العودة واللاجئين، ولتعطيَ الفُسْحة السياسية والقانونية للمتخاذلين في منظمة التحرير كي يتحركوا بكلِّ حريةٍ بمشاريعهم التخاذلية التي كانت تحول بينهم وبينها "أردنية الضفة الغربية"، متنازلين عن كلِّ فلسطين المحتلة عام 1948 بموجب هذه الفُسْحَة التي أصبحت متاحة (؟!)
وإذن، فهل لكلِّ ذلك من معنى آخر سوى تنازل النظام الأردني عن مسؤوليته تجاه أرضٍ تمّ احتلالها وهي تحت سيادته السياسية والقانونية والإدارية، كي لا يتحملَ مسؤولية استعادتِها وإعادتها حرة مستقلة لأصحابها، إن كان لها أصحاب غير الأردنيين (؟!)
وبالتالي، فكيف يحق لمُتَّخِذِ قرار فك الارتباط ولكل أبواقه، وللمروجين للقرار والمطالبين بدسترته، أن يتحجَّجوا بضغوطات منظمة التحرير والجامعة العربية عليه، إذا كانت هذه الأخيرة التي لم تعترف بضم الضفة الغربية عقب مؤتمر أريحا، قد طالبت الأردن بالاحتفاظ بها – أي بالضفة الغربية – كوديعة لديه إلى ما بعد التحرير، أي إلى ما بعد تحرير كامل فلسطين المحتلة عام 1948، لأن الضفة لم تكن محتلة آنذاك بطبيعة الحال (؟!)
وبالتالي، فكيف يحق لمُتَّخِذِ قرار فك الارتباط ولكل أبواقه، وللمروجين للقرار والمطالبين بدسترته، أن يتحجَّجوا بضغوطات منظمة التحرير والجامعة العربية عليه، إذا كانت هذه الأخيرة التي لم تعترف بضم الضفة الغربية عقب مؤتمر أريحا، قد طالبت الأردن بالاحتفاظ بها – أي بالضفة الغربية – كوديعة لديه إلى ما بعد التحرير، أي إلى ما بعد تحرير كامل فلسطين المحتلة عام 1948، لأن الضفة لم تكن محتلة آنذاك بطبيعة الحال (؟!)
أليس في ذلك كذب وتدليس على الشعبين الأردني والفلسطيني وعلى الأمة العربية، إذا ما قرأنا قرار فك الارتباط قراءة دقيقة تقوم على اعتبار أن ما تمَّ إلزام النظام الأردني به بعد مؤتمر أريحا وإعلان وحدة الضفتين، يتمُّ اختزاله من قبل النظام نفسه وبشكل واضح متذرِّعا بالضغوطات، ليتنازلَ عن الضفة وهي محتلة بسببه هو لا بسبب أحدٍ غيره، لمن لا يملك قدرةً على تجسيد ملكيتها على الأرض وهو منظمة التحرير، وذلك ليس قبل تحرير الأرض التي كان يفترض ألا يتمَّ تسليم الضفة إلى قادة الهوية الفلسطينية إلا بعد تحريرها من الاحتلال، وهي فلسطين المحتلة عام 1948، وإنما بعد احتلالها هي نفسِها، أي الضفة الغربية (؟!)
أيهما الأكثر قداسة وأهمية وأولوية، وأيهما مُقَدِّمَةُ الآخرَ ومُجَسِّدُ الطريقِ نحوه، هل هو مشروع "الهوية"، أم هو مشروع "التحرير". أي هل أن تحرير الأرض المحتلة باستخدام أدوات التحرير المعروفة أولا، هو الذي سيتيح الفرصة لتجسيد هويتها وهوية أهلها واقعيا، أم أن ادعاء هوية معينة لها والحصول على اعترافات إقليمية ودولية بذلك على الورق، هو الذي سينجز تحريرها من الاحتلال دون استخدام أدوات التحرير التي يعرفها كلُّ البشر (؟!)
وبالتالي فهل يعقل أن يتمَّ التنازل عن مشروع التحرير الذي هو حتما المشروع المُقَدَّم والمُقَدَّس الذي يجب أن يخدمه مشروع الهوية وليس العكس، ليصبح في ذيل القائمة، وليُعتمَدَ فيه على إرادة العدو المحتل نفسه دون بذل أيِّ جهد لفرضه باستخدام أدواته القادرة على ذلك، ودون تقديم أيِّ رؤية بديلة في حال فشلِ منطق التفاوض والاستجداء (؟!)
وماذا يمكننا أن نقول عن قرارٍ قَلَبَ المعادلة وتسبَّبَ في كلِّ ذلك الهراء، وعَكَسَ كلَّ الأولويات، وجعل القداسة للهويات، وقدَّمَها على التحرير، وإن تَكُنْ مجردَ أوهامٍ وكلمات مسطورة في القراطيس، ورهن المصير والمستقبل لإرادة المحتل نفسِه، وحيَّد منطق المقاومة تحييدا شاملا وكاملا (؟!)
تُرى أليس ذلك على وجه التحديد هو ما فعله قرار فك الارتباط وتسبَّبَ فيه (؟!)
ماذا سيفعل الأردن في حال رفضت إسرائيل الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أراضي الضفة الغربية كما يحلم ويتوهم النظامان الوظيفيان الأردني والفلسطيني على حدٍّ سواء ومن دار في فلكهما من المخدوعين والواهمين دون أن نقول "المتواطئين"، وفي حال رفضِها تطبيق القرارات المتعلقة بحق عودة اللاجئين، هل سيسمحَ – نقصد الأردن – للفلسطينيين باستخدام أراضيه منطلقا للكفاح المسلح والمقاومة الشعبية لتحرير أرضهم وفرضِ الحلِّ على الكيان الغاصب، أم أنه لن يسمح لهم بذلك (؟!)
فإن لم يسمح لهم بذلك وهو يعلم ألا سبيلَ يمكنه أن يُفْرَضَ على إسرائيل أيَّ حلٍّ إلا المقاومة من أرضٍ تمثل عمقا جغرافيا إستراتيجيا هي أرض الأردن تحديدا، بسبب انعدام أيِّ قيمة إستراتيجية في فكر الحرب الشعبية للأراضي الفلسطينية المحتلة، فما هو الأفق المتصوَّر للحل (؟!)
هل هو الاستمرار في الاستجداء إلى الأبد، أم هو مطالبة الدول العربية الأخرى مثل سوريا ولبنان ومصر بفتح حدودها لمثل هذه الحرب الشعبية (؟!)
فإذا علمنا أن الأردن ليس بوسعه أن يكون موضوعيا ولا نزيها ولا شفافا ولا منصفا، لو أنه رفضَ مبدأ السماح للفلسطينيين للانطلاق في أعمال المقاومة من خارج أراضيهم من حيث المبدإ وهو يعلم كما يعلم الجميع بألا حل إلا ذلك لأسباب إستراتيجية، كما أنه لن يكون عقلانيا إذا طالب سوريا ولبنان ومصر بذلك، ولم يكن هو القدوة والأساس والمبادر باعتباره من يقيم على أراضيه العدد الأكبر من ذوي الأصول الفلسطينية بلاجئيهم ونازحيهم، أوليس معنى ذلك أن هناك مرحلة معينة يجب على النظام في الأردن أن يسمحَ فيها بانطلاق أعمال المقاومة من على أراضيه أحبَّ ذلك أم كرهه (؟!)
فإن قيل بأن على اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في مخيمات اللاجئين في سوريا ولبنان وغزة أن يتحملوا هم وحدهم مسؤولية هذه الأعمال المقاوِمَة، وأن يرتبوا أوضاعَ المقاومة من على الأراضي التي يقيمون فيها، لأنهم هم وحدهم الفلسطينيون المعترف بفلسطينيتهم، أليس معنى ذلك أن النظام الأردني يعترف بأن ذوي الأصول الفلسطينية المقيمين على الأراضي الأردنية والحاملين للجنسية الأردنية منذ قانون جنسية التأسيس لعام 1950 هم أردنيون لا تنطبق عليهم المواصفات الموجبة للعمل من أجل مقاومة الاحتلال لتحرير الأراضي الفلسطينية (؟!)
وبالتالي فماذا بشأن الشريحة الواسعة من الأردنيين الذين تنطبق عليهم صفة لاجئ تحقُّ له العودة بموجب قرارات الشرعية الدولية، وهي العودة التي لن تتحقَّقَ إلا بالكفاح والمقاومة كما افترضنا بل وكما اكَّدنا، هل على أبناء هذه الفئة أن يبقوا سلبيين وساكنين حتى يُحَرِّرَ لهم أبناء المخيمات الفلسطينية في سوريا ولبنان وغزة أراضيهم ليشاركوهم بعد ذلك العودة إليها، أم أن من حقهم بل من واجبهم أن يشاركوا مشاركة فعالة وجوهرية في عملية التحرير بالمقاومة (؟!)
وإن كانت الإجابة هي بالقطع أنه يجب عليهم أن يفعلوا ذلك، فمن أين تُمَارَس وتنطلق أعمال المقاومة، هل من الأراضي الأردنية أم من الأراضي السورية واللبنانية والغزِّيَّة (؟!)
وبالتالي هل من المعقول أن يطالبَ الأردن كلا من سوريا ولبنان بأن تسمحا لمواطنين أردنيين بالقتال من على أراضيهما لتحرير أراضيهم المحتلة، فيما هو يمنعهم رغم أنهم مواطنيه من استخدام أراضيه لأجل ذلك، علما بأنها أكثر عمقا إستراتيجيا لتحقيق هذا الغرض من كل الأراضي اللبنانية والسورية والمصرية مجتمعة (؟!)
بل ماذا بشأن أولئك الأردنيين الذين ينحدرون من الضفة الغربية والذين من حقهم الكفاح من أجل استعادة ضفتهم، هل يهاجرون من الأردن إلى سوريا ولبنان ليكافحوا من هناك، أم أن المنطق يقضي بأن يقاوموا الاحتلال من أرضهم الأردنية ليحرروا ضفتهم المحتلة (؟!)
أَوَلا يؤدي كلُّ ذلك الهوس العقيم إلى ضرورة التَّعَقُّل بالاعتراف بأن الحلَّ الوحيد عند انتهاء سقف الترحيلات المصطدمة بالتَّعَنُّت الصهيوني، يكمن في اندلاع أعمال المقاومة من على الأراضي الأردنية بالدرجة الأولى والأساس لأجل وضع مشروع التحرير على سكته الصحيحة، ليتبعه الآخرون بعد ذلك (؟!)
وبالتالي أوليس الأجدى والأنفع أن يقال بأن الأردنيين يناضلون من على أراضيهم المستقلة "شرق الأردن"، ليحرِّروا أراضيهم المحتلة "غرب الأردن"، وليعودَ لاجئوهم إلى أراضيهم المحتلة "عام 1948" (؟!)
وبالتالي وإذا كانت هذه النتيجة المُحَتَّمَة للحالة التي لا يتمناها لا الإقليميون ولا العنصريون ولا الوظيفيون ولا الفاسدون، هي التجسيد الحقيقي للرجوع عن اتفاقيات وادي عربة وأوسلو، وعن القرار الذي انتجها وهو قرار فك الارتباط، أليس معنى ذلك أن ذلك القرار اتًّخِذَ أصلا لترحيل هذه الحالة المقاوِمَة المُحَتَّمَة وإبعادها عن التجسُّد قدر المستطاع (؟!)
وبالتالي بماذا يمكننا أن نصف من يريد دسترة هذا القرار المشؤوم وقوننته، أليس بأنه يريد أن يدسترَ ويقوننَ الاستسلام والخيانة وإلغاء فكرة المقاومة نهائيا.. إلخ (؟!)
لا بل نود أن نعرفَ إن كان أنصار قرار فك الارتباط والداعون إلى دسترته وقوننته يعرفون أن البندَ الأخير من القرار الصادر بتاريخ 31/7/1988 ينص بكلِّ وضوح على التالي: "إن هذا القرار ينطبق فقط على من كان مقيما لحظة اتخاذه على أراضي الضفة الغربية، ولا ينطيق على من كان خارجها حتى لو كان مواطنا فيها أصلا" (؟!)
وبالتالي ألا يعرف هؤلاء أن أكثر من ربع مليون مواطن أردني من أهالي الضفة الغربية كانوا موجودين لحظة اتخاذ القرار خارج الضفة الغربية في الأردن وفي دول الاغتراب العربية وغير العربية لمختلف الأسباب: "الزيارة، السياحة، الدراسة، العمل.. إلخ"، وأن هؤلاء من ثمَّ لا ينطبق عليهم القرار، وبالتالي فإن سحب جنسياتهم أصلا يعتبر عملا غير قانوني ومخالفا لمقتضى القرار نفسِه (؟!)
وبالتالي وبالتبعية لهذه النتيجة، وإذا تجاوزنا فكرة اعتراضِنا على القرار جملة وتفصيلا لأسباب سياسية وقانونية، ألا يعني أن هؤلاء يجب أن تعودَ لهم جنسياتهم التي سحبت منهم ظلما وعدوانا على مواطنتهم، تطبيقا لمقتضى القرار ذاتِه، بعيدا عن كلِّ أشكال الإسفاف في تطبيقه من قبل مجموعة من الكلاب المسعورة التي شاءت الأقدار أن تكون متربعةً على سدَّة القرار الأمني منذ اتخاذ القرار المشؤوم (؟!)
ترى هل هناك إسفاف، وامتهان للعقول، وتزييف للحقائق وللتاريخ، وخيانة وتخاذل، وضحك على اللحى والذقون، وهروب من المسؤوليات، وعنصرية وإقليمية وقُطْرِية ووظيفية لدى كلٍّ من النظام الأردني والنظام الفلسطيني، أكثر من ذلك (؟!)
وأخير الأسئلة وليس آخرها، السؤال الذي يمثلُ مبرِّرُ طرحِه ثالثةَ الأثافي في نمط التفكير الإجرامي لدى دعاة الدسترة من المُوَلْوِلين على "الهوية الأردنية":
وأخير الأسئلة وليس آخرها، السؤال الذي يمثلُ مبرِّرُ طرحِه ثالثةَ الأثافي في نمط التفكير الإجرامي لدى دعاة الدسترة من المُوَلْوِلين على "الهوية الأردنية":
لماذا يُفترض أن تنشأ حربٌ أهلية في الأردن كما يُروج لذلك عنصريو وإقليميو الطرفين، إذا سلمنا جدلا بإمكان تَحَقُّق المعجزة وهي قدرة إسرائيل على تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين أو ملايينهم إلى الأردن بشكلٍ أو بآخر (؟!)
أيطردُ عدوي وعدو أخي، أخي من بيته، وعندما يأتي إليَّ أخي فارا، أقاتله وأحاربه، بدل أن أتحالفَ معه، وأقاتل برفقته ذلك العدو الذي طرده فهدَّدَه وهدَّدَني (؟!)
أي جهالة وأي رعونة وأيُّ عصبية مقيتة يؤسِّسُ لها هؤلاء البلطجية المجرمون بالتبشير بتقاتل الإخوة بدل التبشير بمقاومة العدو المشترك من خندقٍ واحد (؟!)
هل من يتحدث بهذه اللغة، مفترِضا أن العلاقة بين الضفة الغربية وأهلِها من جهة، وبين الضفة الشرقية وأهلها من جهة أخرى، لا تختلفُ عن العلاقة بين الضفة الشرقية وأهلها من جهة، وبين "جزر المالديف" أو "جمورية الدومينيكان" وأهلهما من جهة أخرى.. نقول.. هل من يتحدث بهذه اللغة، يستحق أن يُعْتَبَر أردنيا أو فلسطينيا أو عربيا، أو أن تكون له أصلا هوية وطنية، أو أن نعتبرَه متحركا من داخل متطلبات هوية وطنية من حيث المبدأ، مادام لا يجيد التشدُّقَ بها واستخدامَها إلا لصالح أعداء الأمة، سواء فعل ذلك عن قصدٍ منه أو عن غير قصد (؟!)
هذه هي أسئلتي التي أتوجه بها إلى عقلاء هذا الشعب وحكمائه وأهل الرأي فيه منتظرا منهم الإجابة (!!)
فإن وُجِدَ من بينهم ومن بين عقلاء السياسة وحكمائها وأُصَلائِها من يستطيع إجابتي عليها إجاباتٍ عاقلة حكيمة مُقنعة على نحوٍ يُخَطِّئُني ويُفَنِّد آرائي حول الهوية والوظيفية وفكِّ الارتباط، فإنني سأحرقُ شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية التي تحصَّلْتُ عليها، من خلال بحثٍ يقع في 600 صفحة، قضيت أكثر من ثلاث سنوات في إعداده، واعتمدت في ذلك على أكثر من مائة وعشرين مرجعا بخمس لغات هي العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والعبرية، وعنونته بـ " THE FUNCTIONAL ROLE OF THE JORDANIAN REGIME, SINCE THE EARLY LIFE OF THE TERRITORIAL STATE IN 1921 TILL THE 1988 RESOLUTION OF LIAISON DETACH WITH THE WEST BANK"، أي "الدور الوظيفي للنظام الأردني منذ نشأة الدولة القطرية عام 1921 وحتى قرار فك الارتباط بالضفة الغربية عام 1988" (!!)
وهو البحث الذي اكتشفتُ فيه أن كذبةَ الهويات كانت مجرد "لعبة لوغو" مارسها النظام بالتنسيق الكامل مع الإمبريالية ومع الصهيونية ومع قادة المقاومة، لحماية نفسه من السقوط، ولمواجهة أيِّ فكر مقاوم وتحرُّري عند الطلب وحسب الحاجة والظرف، مستخدما وقودا لذلك، هذين الشعبين ضحايا وقرابين، وأبواقَهما وببغاواتِهما أدواتٍ وسكاكين، وأن منظمة التحرير ليست سوى النظام العربي الوظيفي رقم 22، وهو النظام الأكثر بشاعة من كلِّ الأنظمة الأخرى، وأن قرارَ فَكِّ الارتباط الذي اتخذه الملك حسين في عام 1988 مثَّلَ واحدة من أكبر جرائم هذا النظام على الإطلاق، وأنه هو الذي أسَّس لأبشع أنواع الاستسلام والفساد والإفساد والرهن والتبعية (!!)
وسأعتبر في حال حصولي على تلك الإجابات العاقلة والحكيمة والمُقنعة بشكلٍ يُبَرِّر قرارَ فك الارتباط ويؤسِّس لدسترته وقوننته ويثبت أن تلك الدسترة التي "فلوقنا وصدعونا وطلَّعوا أرواحنا بها" هي المُنقذ للهويتين وللقضيتين الأردنية والفلسطينية، وللوطنين وللشعبين الأردني والفلسطيني، أنني كنت جاهلا وأحمقا ولا أفقه شيئا لا في التاريخ ولا في السياسة ولا في القانون ولا في الإستراتيجيا، وسأعتذر من القراء ومن الجامعة التي منحتني الشهادة، وأخبرها بأنني كنت مُلَفِّقا للتاريخ، ومدَّعيا في السياسة، كي تسحبَ مني الشهادة إن شاءت (!!)
وإن لم أحصل على مثل تلك الإجابات فلن أقول إلا:
ألا تبا لكلِّ الخونة والمتخاذلين والعنصريين وسفهاء السياسية وقادة الجُبْنِ والتراجع ممن يُرَوِّجون للأساطير، من أجل الدفاع عن الأوهام، وتكريس الأباطيل، والتَّحَلُّل من المسؤوليات الوطنية، وتعطيل كل مشاريع المقاومة والتغيير والتحرير، خدمة لعدوٍ لا يعترفُ إلا بالوقائع والمحسوسات، ولا يستجيب إلا للبندقية والقتبلة (!!)
رد من شلاش الخريشـه :
شلاش الخريشه :
رد على أسئلة الدكتور أسامه عكنان ,
حول موضوع الوطن البديل ودسترة قانون فك الارتباط الاداري مع فلسطين ,
كثيره هي الاسئله التي اوردها د عكنان ولكنها بمجملها تصب بخانه واحده وهي الغاء قرار فك الارتباط ومنح الشعب الفلسطيني الجنسيه الاردنيه , بكلام ظاهره قومي ووطني وبين ثناياه أمور كبيره وخطيره على مستقبل المنطقه كلها وليس الاردن وحده أو فلسطين وحدها أو مجتمعتين , وما أستغربه من د عكنان وبعض المروجين لفكرة الغاء قرار فك الارتباط بحجج انسانيه او معيشيه , انه يسير بخطه ممنهجه نحو هذا الهدف وبإصرار لم اجده عند غيره , بكلام ظاهره الحق وباطنه السم الزعاف لفلسطين قبل الاردن , ومما قال د عكنان لماذا يتخوف الاردنيين على هويتهم الوطنيه , علماً ان بعض الدول تمنح الجنسيه لمن يولد على طائراتها وهذا صحيح , ويقول أيضاً لماذا لم يتخوف الاردنيين عندما كانت الضفه الغربيه وديعه لدى الاردن خلال اربعين عاماً , ولماذا يشعر الاردنيين انهم سوف يذوبون مثل الهنود الحمر بأمريكا وينتهوا , وهنا ألُم يذوب الهنود الحمر بأمريكا نتيجة الهجرات المرعبه التي حصلت من اوروبا ومن كل قارات الارض واختفوا يا د عكنان واصبحت امريكا بلد للمهجرين من كل صقاع الارض والمواطنين الاصليين انتهوا وذابوا ولم يعد لهم وجود , نتيجه الهجره الكثيفه ولكن بدون خطط استعماريه لتلك المنطقه من العالم ,بل كانت نتيجة اكتشاف قاره جديده والكل ينوي اكتشاف هذه الارض , بعكس ما يحص الان بفلسطين والاردن , والموضوع ليس موضوع تجنيس شخص ولد على الاراضي الاردنيه او على طائره اردنيه , بل الموضوع اعمق واخطر مما تروج له او تقول , فمنذ عام 1909 وهناك خطه صهيونيه وغربيه لمنح فلسطين لليهود , وحتى عام 1948 حتى تمكنوا من تأسيس دوله لهم نتيجة الهجرات اليهوديه لفلسطين , ولغاية اليوم تحاول اسرائيل جاهده لتغري يهود العالم بالهجره لفلسطين حتى تتمكن من السيطره على الارض ونتيجه الضعف الديمغرافي لديهم إعتمدوا على القوه العسكريه الضاربه , وعلى الخبث والدهاء اليهودي لبث روح الفرقه والتنازع بالمنطقه ونجحوا بكلا الموضوعين لغاية الان , وأخرجوا للمجتمعات العربيه تيارات سياسيه ومفكرين يسيرون بنفس الفكره الصهيونيه ولو كان البعض منهم على جهاله من أمره وما يفعل , والان يا د عكنان أقول لك ولغيرك من المندفعين نحو التجنيس لماذا نتخوف من ذلك نحن الاردنيين , والسبب بسيط وهو ان الاردن منذ عام 1921 وحتى الان تتغير الديمغرافيا بشكل سلبي ضدنا نحن المواطنيين الاصليين , بتلك الفتره اصبح كل من يقيم على ارض الاماره مواطن وكان العدد لا يتجاوز 5% من عدد السكان ولأننا قوميين بالفطره تقبلنا ذلك , ومن عام 1921 الى عام 1948 تم تجنيس اهل الوديعه لدينا واصبح العدد يتجاوز 50% من عددالسكان الاصليين وأيضاً نتيجه الحرب والظروف المصاحبه لها ولقوميتنا تقبلنا ذلك أيضاً , وما بين عام 1948 حتى عام 1967 وبروز الثورات القوميه العربيه وترسيخ القطريه العربيه بسبب تلك الثورات , كنا الوحيدين الذين لم ننجرف بتلك القطريه وبقينا قابضين على الجمر من أجل القوميه والوحده وكل من حولنا يسخر منا ومن قوميتنا الهزيله حسب تعبيراتهم هم , وما حصل بعد عام 1967 وصولاً لهذا اليوم معروف للجميع ولا يحتاج لمن يذكر به , سوى بعض المحطات للتوضيح فقط , ما حصل في عام 1970 والمخطط الذي كان مرسوم بموافقه عربيه لأنها الدوله الاردنيه واستبدالها بدوله تمثل الشعب الفلسطيني شرق النهر , ولك كتابات بهذا الموضوع ونحن نخالفك هذا الرأي لاننا عشنا تلك الفتره بكل تفاصيلها المقيته , ومن هنا بداء التخوف الاردني حول هويته وذوبانها وانتهائها , وما حصل بعد هذا من اعلان للمملكه العربيه المتحده في عام 1972 , ورفض الفكره في عام 1973 وعام 1974 بمؤتمرات القمه العربيه المتتاليه , وإصرار العرب على فك ارتباط الضفه الغربيه عن الاردن بموافقه فلسطينيه من منظمة التحرير في حينها أوصلنا لعام 1988 وقرار فك الارتباط وهو مطلب عربي وفلسطيني وليس مطلب اردني في حينه , ومن هنا اقول لك منذ عام 1984 وما تلاه هناك امور تجهلها ويجهلها غالبيه الفلسطينيين والاردنيين وحتى الساسه منهم والمثقفين حتى , أوصلنا لمدريد ومفاوضات السلام التي أدت الى إتفاقية أوسلو وإتفاقية وادي عربه وما تمخضت عنه تلك الاتفاقيتين , وهو المهم عندنا اليوم فإتفاقية أوسلو لم تشر الى موضوع الاجئين والحدود نهائياً ولا حتى حق العوده , ووادي عربه أشارت لها كقضيه انسانيه تعالج من خلال تجنيس الاجئين ببلد الاقامه الحاليه من خلال اطار أممي تقوده الامم والمتحده حين الطلب منها ذلك , وبعد يا د عكنان في عام 2003 بعد احتلال بغداد وسقوطها المريع وتشجيع الثورات الخلاقه حسب ادعاء الامريكان والصهيونيه وما تلاه من تدمير للعالم العربي سياسياً واجتماعياً وديمغرافياً واقتصادياً , اليس من حقنا نحن الاردنيين ان نتخوف مما يحصل على الساحه السياسيه بالمنطقه وأخرها مشروع جون كيري المكمل لمشروع كونداليزا رايس صاحبه الثورات الخلاقه والتي هي بدورها المكمل لمشروع كيسنجر في السبعينيات من القرن الماضي , كلها سلسله متتاليه ضد العرب من اجل انهاء القضيه الفلسطينيه بأي شكل وأي ثمن كان حتى لو على حساب شعوب اخرى , وانت اليوم لا تخجل من قولك انك فلسطيني رغم انك تحمل جنسية دوله اخرى , فلماذا تحرمني من حقي الطبيعي ان اقول اني اردني وانا احمل جنسيتي الطبيعيه وعلى ارضي , لماذا هذه الازدواجيه بالمعايير , واليوم نعم نحن متخوفون مما يحصل سياسياً ويجب على الفلسطينيين ان يتخوفوا أيضاً مما يحصل وأن لا نشجع على عمليات التجنيس او اي حاله اخرى حتى يتبين لنا الغث من السمين , وهذا دور المفكرين اليوم ان يدعموا تلك الفكره لا ان يحبطوها ويشجعوا المسلك الصهيوني المبرمج من سنين , لإستكمال اعلان يهودية دولتهم على أرض فلسطين العربيه وعاصمتها القدس الشريف , واتمنى لك الهدايه والرشاد , والسلام .
رد على أسئلة الدكتور أسامه عكنان ,
حول موضوع الوطن البديل ودسترة قانون فك الارتباط الاداري مع فلسطين ,
كثيره هي الاسئله التي اوردها د عكنان ولكنها بمجملها تصب بخانه واحده وهي الغاء قرار فك الارتباط ومنح الشعب الفلسطيني الجنسيه الاردنيه , بكلام ظاهره قومي ووطني وبين ثناياه أمور كبيره وخطيره على مستقبل المنطقه كلها وليس الاردن وحده أو فلسطين وحدها أو مجتمعتين , وما أستغربه من د عكنان وبعض المروجين لفكرة الغاء قرار فك الارتباط بحجج انسانيه او معيشيه , انه يسير بخطه ممنهجه نحو هذا الهدف وبإصرار لم اجده عند غيره , بكلام ظاهره الحق وباطنه السم الزعاف لفلسطين قبل الاردن , ومما قال د عكنان لماذا يتخوف الاردنيين على هويتهم الوطنيه , علماً ان بعض الدول تمنح الجنسيه لمن يولد على طائراتها وهذا صحيح , ويقول أيضاً لماذا لم يتخوف الاردنيين عندما كانت الضفه الغربيه وديعه لدى الاردن خلال اربعين عاماً , ولماذا يشعر الاردنيين انهم سوف يذوبون مثل الهنود الحمر بأمريكا وينتهوا , وهنا ألُم يذوب الهنود الحمر بأمريكا نتيجة الهجرات المرعبه التي حصلت من اوروبا ومن كل قارات الارض واختفوا يا د عكنان واصبحت امريكا بلد للمهجرين من كل صقاع الارض والمواطنين الاصليين انتهوا وذابوا ولم يعد لهم وجود , نتيجه الهجره الكثيفه ولكن بدون خطط استعماريه لتلك المنطقه من العالم ,بل كانت نتيجة اكتشاف قاره جديده والكل ينوي اكتشاف هذه الارض , بعكس ما يحص الان بفلسطين والاردن , والموضوع ليس موضوع تجنيس شخص ولد على الاراضي الاردنيه او على طائره اردنيه , بل الموضوع اعمق واخطر مما تروج له او تقول , فمنذ عام 1909 وهناك خطه صهيونيه وغربيه لمنح فلسطين لليهود , وحتى عام 1948 حتى تمكنوا من تأسيس دوله لهم نتيجة الهجرات اليهوديه لفلسطين , ولغاية اليوم تحاول اسرائيل جاهده لتغري يهود العالم بالهجره لفلسطين حتى تتمكن من السيطره على الارض ونتيجه الضعف الديمغرافي لديهم إعتمدوا على القوه العسكريه الضاربه , وعلى الخبث والدهاء اليهودي لبث روح الفرقه والتنازع بالمنطقه ونجحوا بكلا الموضوعين لغاية الان , وأخرجوا للمجتمعات العربيه تيارات سياسيه ومفكرين يسيرون بنفس الفكره الصهيونيه ولو كان البعض منهم على جهاله من أمره وما يفعل , والان يا د عكنان أقول لك ولغيرك من المندفعين نحو التجنيس لماذا نتخوف من ذلك نحن الاردنيين , والسبب بسيط وهو ان الاردن منذ عام 1921 وحتى الان تتغير الديمغرافيا بشكل سلبي ضدنا نحن المواطنيين الاصليين , بتلك الفتره اصبح كل من يقيم على ارض الاماره مواطن وكان العدد لا يتجاوز 5% من عدد السكان ولأننا قوميين بالفطره تقبلنا ذلك , ومن عام 1921 الى عام 1948 تم تجنيس اهل الوديعه لدينا واصبح العدد يتجاوز 50% من عددالسكان الاصليين وأيضاً نتيجه الحرب والظروف المصاحبه لها ولقوميتنا تقبلنا ذلك أيضاً , وما بين عام 1948 حتى عام 1967 وبروز الثورات القوميه العربيه وترسيخ القطريه العربيه بسبب تلك الثورات , كنا الوحيدين الذين لم ننجرف بتلك القطريه وبقينا قابضين على الجمر من أجل القوميه والوحده وكل من حولنا يسخر منا ومن قوميتنا الهزيله حسب تعبيراتهم هم , وما حصل بعد عام 1967 وصولاً لهذا اليوم معروف للجميع ولا يحتاج لمن يذكر به , سوى بعض المحطات للتوضيح فقط , ما حصل في عام 1970 والمخطط الذي كان مرسوم بموافقه عربيه لأنها الدوله الاردنيه واستبدالها بدوله تمثل الشعب الفلسطيني شرق النهر , ولك كتابات بهذا الموضوع ونحن نخالفك هذا الرأي لاننا عشنا تلك الفتره بكل تفاصيلها المقيته , ومن هنا بداء التخوف الاردني حول هويته وذوبانها وانتهائها , وما حصل بعد هذا من اعلان للمملكه العربيه المتحده في عام 1972 , ورفض الفكره في عام 1973 وعام 1974 بمؤتمرات القمه العربيه المتتاليه , وإصرار العرب على فك ارتباط الضفه الغربيه عن الاردن بموافقه فلسطينيه من منظمة التحرير في حينها أوصلنا لعام 1988 وقرار فك الارتباط وهو مطلب عربي وفلسطيني وليس مطلب اردني في حينه , ومن هنا اقول لك منذ عام 1984 وما تلاه هناك امور تجهلها ويجهلها غالبيه الفلسطينيين والاردنيين وحتى الساسه منهم والمثقفين حتى , أوصلنا لمدريد ومفاوضات السلام التي أدت الى إتفاقية أوسلو وإتفاقية وادي عربه وما تمخضت عنه تلك الاتفاقيتين , وهو المهم عندنا اليوم فإتفاقية أوسلو لم تشر الى موضوع الاجئين والحدود نهائياً ولا حتى حق العوده , ووادي عربه أشارت لها كقضيه انسانيه تعالج من خلال تجنيس الاجئين ببلد الاقامه الحاليه من خلال اطار أممي تقوده الامم والمتحده حين الطلب منها ذلك , وبعد يا د عكنان في عام 2003 بعد احتلال بغداد وسقوطها المريع وتشجيع الثورات الخلاقه حسب ادعاء الامريكان والصهيونيه وما تلاه من تدمير للعالم العربي سياسياً واجتماعياً وديمغرافياً واقتصادياً , اليس من حقنا نحن الاردنيين ان نتخوف مما يحصل على الساحه السياسيه بالمنطقه وأخرها مشروع جون كيري المكمل لمشروع كونداليزا رايس صاحبه الثورات الخلاقه والتي هي بدورها المكمل لمشروع كيسنجر في السبعينيات من القرن الماضي , كلها سلسله متتاليه ضد العرب من اجل انهاء القضيه الفلسطينيه بأي شكل وأي ثمن كان حتى لو على حساب شعوب اخرى , وانت اليوم لا تخجل من قولك انك فلسطيني رغم انك تحمل جنسية دوله اخرى , فلماذا تحرمني من حقي الطبيعي ان اقول اني اردني وانا احمل جنسيتي الطبيعيه وعلى ارضي , لماذا هذه الازدواجيه بالمعايير , واليوم نعم نحن متخوفون مما يحصل سياسياً ويجب على الفلسطينيين ان يتخوفوا أيضاً مما يحصل وأن لا نشجع على عمليات التجنيس او اي حاله اخرى حتى يتبين لنا الغث من السمين , وهذا دور المفكرين اليوم ان يدعموا تلك الفكره لا ان يحبطوها ويشجعوا المسلك الصهيوني المبرمج من سنين , لإستكمال اعلان يهودية دولتهم على أرض فلسطين العربيه وعاصمتها القدس الشريف , واتمنى لك الهدايه والرشاد , والسلام .
تعليقات: 0
إرسال تعليق