التاريخ : 2012-11-07
ملوك امام العرش
بقلم :عبدالرحمن الخضيرات
و كأني اراهم امام العرش يقف الحكام الخمسة لتلك الدولة و قد انقطعت أعمالهم الا بما قدموا يصطفون بخضوع للجبروت الالهي تكاد تنخلع قلوبهم من الرهبه و الخوف فقد أفضوا إلى ما قدموا و رفع الحجاب للحكم بالأمر الالهي و بينما هم واقفون إذ رفع حجاب آخر من جانب المجلس يظهر منه شعب دولتهم ويتفاجأ بهم حكامهم
"ما عهدنا هذا في حكم القدر"
فيأتيهم الرد من خلف حجاب "أما انتم فستحكم عليكم شعوبكم فما قدمتم لهم سوف تجدون بين ايديكم"
ينادي منادي : "فليتقدم أكبركم سنا و أقدمكم منصبا فليقدم ما لديه و يدافع عن نفسه"
يتقدم أكبرهم بين يدي شعبه خاشعا مطأطئا ذليلا و يقول :
" يا شعبي العزيز يا اغلى من عملت من اجله في دنياي قد جئتكم فإذا أنتم اذلاء يطمع فيكم الجميع كنتم كاليتيم بين يدي زوج أمه فحررتكم وأزلت ظلم المستبدين عنكم وكونت لكم دولتكم منحتكم حكم انفسكم وقد كان قراركم بيد غيركم ذقتم على عهدي الحرية و زال عنكم الظلم فهل اجد عندكم من شفاعة"
فيرد عليه الشعب " قد رفعت عنا ظلم المسلمين لتضعنا في حكم الكافرين دخلت علينا بالدين و حكمتنا بحكم الكافرين فماذا تريد ان نقول لمن ازال حكم الخلافة الاسلامية ..؟ إلى النااااااااااااااار و بئس المصير "
يجر الحاكم الأول إلى النار و يتقدم ابنه ليدافع عن نفسه و ينجو من مصير ابيه فيقول :
"يا شعبي العظيم قد كان لأبي مساوئ و خطايا في حقكم و قد أنتقمت لكم منه فرفضت استقباله بينكم عندما تخلى الجميع عنه و أثرت ان ينفى على ان يأتي ليحكمكم فقد أبعدت عنكم حكمه الظالم ثم اني عملت على تطويركم و حاربت معكم من أجل درة الإسلام أجل هل تذكرون حروبي مع اليهود من أجل مقدسات الإسلام و رفضت الصلح معهم و قاومت معكم ثم اني طورت بلدكم و أنشئت منكم دولة ديموقراطية فهل أجد لي من عذر عندكم ..؟
ويأتي الجواب من الشعب " إن ما فعلته من تخليك عن والدك لم يكن حبا فينا أو خوفا علينا بل خوفا على منصبك من ان يحلق عاليا بعيدا عنك فآثرت عقوق ابيك في سبيل التمسك بالحكم ثم ان من حارب من أجل مقدساتنا هو نحن لا أنت نحن من حميناها و نحن من استشهدنا على أرضها ثم جئت أنت لتسلمها لهم فذهبت كل جهودنا هباء بفضل غبائك و ضياع أمرك فاذهب إلى الجحيم و بئس المصير "
يسحل إلى النار وسط صراخه و صيحات غير مفهومة لم يسمع منها الا "ان وعد الله حق"
يتقدم ثالثهم و يقف امام شعبه ليقول " يا شعب دولتي و يا أبناء جلدتي ولدت في قصر جدي و نشأت في بيت والدي و لما رأيت ما يحدث هجرتهم و اتخذت لي بيتا لم اتخذ قصرا أو اطيانا بل بيتا مثل أي منكم و لما أفضى والدي إلى ربه وجدت نفسي على سدة الحكم فحاولت حكمكم بما يرضي ربي ثم ضميري و لما رأوا مني ما لا يرضيهم عزلت عن حكمكم و اتهمت بالجنون فهل تجدونني مذنبا ..؟"
يرد الشعب " إنا لنشهد انك أشرف من مر واطهرهم حكمت فينا بما يرضينا و حاولت تحقيق طموح شعبك فإلى الجنة و نعم المصير"
يتقدم رابعهم بين يدي شعبه ويقول "" أيها الشعب العظيم يا اخواني و أبنائي جئت اليكم و أنتم في دولة قد حملت وزر من قبلي فحاولت الاصلاح ما استطعت بنيت دولتكم و تقدمت بها وضعت أسسها وطورتها و أسست لها جيشا قويا حاربت أعدائكم و انتصرنا عليهم صنعت منكم دولة لها كلمة في محيطها فهل تجدون من هذا لي منجدا ..؟"
يرد عليه الشعب " قد صدقت في بعض الحديث و زورت في بعض فأنت من كتم حريتنا و نزع منا حقوقنا ردحا من الزمن أنت من ابرم معاهدة الذل مع اعدائنا
يرد جزء من الشعب : لكنه طور بلادنا و صنع منها دولة حديثه صيغت في عهده قوانين بلادنا و تم بناء اقتصادها
يحدث لغط بين أفراد الشعب فينادي بهم منادي : اذهبوا به إلى البرزخ حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا "
يتقدم خامسهم خاشعا بين يدي الشعب فيقول " أبناء شعبي العزيز .. .. ..
فيقاطعه الشعب بصراخ قائلا :
"كفاااااااااااااااااا قد سمعنا منك في دنياك ما أصم آذاننا و كأننا بك الآن تقول "أريد ان اضع النقاط على الحروف" فاذهب إلى الدرك الأسفل من النار و بئس مصير الظالمين "
يسحب إلى النار و يسمع صراخه قائلا "رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت"
اثنان لا يرحمان أحدا
عدالة السماء
و التاريخ
عبدالرحمن الخضيرات
تعليقات: 0
إرسال تعليق