وليم والاس ووصفي التل وامتحان الوطنية !
وطـــــن نــيــوز
حكماء وسياسيو الامبراطورية البريطانية أرادوا أن يجدوا آلية أخرى لمفهوم التجنيس من خلال تحقيق مبدأ الوطنية وصهر مفهوم المواطنة بالقيم والعادات والتاريخ والثقافة الوطنية .
المملكة المتحدة وهي واحدة من الامبراطوريات الديمقراطية العريقة في العالم تضع امتحانا عاما لكل من يريد الحصول على الجنسية البريطانية بالاجابة على خمسين سؤالا تتعلق بتراث وثقافة المجتمع منذ العهود القديمة إضافة لتاريخ هذه الامبراطورية برجالاتها ومبدعيها وأبطالها وموسيقييها وفنانيها وسياسييها وثوارها إضافة لمواقعها التاريخية ومعاركها الشهيرة ..إلخ ، وتأخذ الهوية الانجليزية باعا طويلة في امتحان الجنسية لدرجة تسمية الأبناء والأحفاد بأسماء يخلدها الانجليز كأسماء الآباء والأجداد الذين صنعوا بعود المحراث ومنشار النجار وفأس عامل المنجم تاريخ هذه الحضارة .
البريطانيون كما يعرف الجميع يدركون أن العديد ممن يرغبون بالتجنس لا يهمهم إلا الحصول على الجنسية ، ويعرفون أيضا أن الوطنية لا يمكن أن تفرض بمقدار ما هي حالة شعورية انتمائية صادقة تعكس مدى إيمان الفرد بماضي وحاضر ومستقبل هذا الكيان السياسي المتناغم بمجمله دون تجزئة .
البريطانيون أرادوا أن يربطوا المواطنة بالوطنية وأرادوا أن يحددوا نوعية من يريد أن يكون عضوا في هذه الأسرة المدنية وأن يتحلى بالمعرفة والوفاء والانتماء لهذه الدولة التي منحته كل مقومات الحياة والنمو والتطور ضمن إطار الحقوق والواجبات المفروضة على كل من يعيش على ثرى هذا الكيان السياسي وهذا حق مشروع لا يختلف عليه اثنان.
لقد سارعت امبراطورية الحرية والديمقراطية والعدالة والمدنية بعد أن لاحظت بوادر الانحراف عن تاريخ هذه الامبراطورية إلى ربط مواطنة الشعب بحقوق الوطن التاريخية والثقافية والفكرية وتغذية ذاكرة المواطنين بما لا يشير إلى عنصرية أو تفرقة أو تمايز بعيدا عن اتهامات التضييق أو وجود المخططات ..إلخ؟ . لم نسمع أن أحدا تحدث عن عنصرية المملكة المتحدة أو قطريتها ، لنسمع من أحرارها أو أدبائها أو مفكريها أو وسائل إعلامها كلمة غير التعزيز والدفع بنجاح هذه التجربة ؟!!! فكيف ننظر لحالنا !!!
نتحدث عن إصلاح ديمقراطي قفزنا به لمراتب التطبيق من دون أن نبدأ بالقاعدة الأساسية ألا وهي تعزيز مفهوم الانتماء وترسيخ معانيه ووضع آليات تمكننا فعلا من الوصول لمفهوم الوطنية كحالة تؤطر مفهوم المواطنة لضمان حاضر ومستقبل الوطن .
ما زلنا بحاجة لتعزيز الانتماء لثقافتنا وتراثنا والافتخار بأسماء أبطالنا والاعتزاز بأسماء آبائنا وأجدادنا الذين جرحناهم في قبورهم عندما قامت زمرة ضالة من صحافيين عرب مأجورين بانتهاك حرمتهم والتطاول عليهم والاستهزاء بأسمائهم.
ووجدنا للأسف من يطبل لهذا ويزمر لذاك وكأننا في سباق محموم !!! فشتان بين الحالتين !!! ، وجدنا الإهانة عندما فتحت الداخلية في وقت من الأوقات باب التجنيس لمن يدفع أكثر لدرجة أنّي توقعت أن يشهد مجلس النواب القادم نوابا من جنسيات مختلفة ؟!
شتان بين من يريد إحياء تاريخ اسكتلندا وانجلترا وايرلندا...إلخ ، وقبضة وليم والاس عند الممات ومن يريد طمس معالم السلط والكرك وعجلون واسم موفق السلطي وفراس العجلوني ووصفي التل وهزاع المجالي ...إلخ .
وشتان بين من يطلب من كل وافد يريد الجنسية بتسمية أولاده بأسماء الآباء والأمهات والأبطال وبين من يستهزئ بأسماء أمهاتنا وآبائنا ؟ فهل نحن إذاً تائهون ! أم غير صادقين . وهل من الممكن أن نجد نوابنا حريصين على الاستفادة من التجربة البريطانية لتعزيز مثيلتها في الأردن ، هل نحن بحاجة لوثيقة شرف وطنية تسعى لتعزيز مفهوم الوطن الأردني عند كل هؤلاء بحيث نلتقي جميعا عند هذا القاسم المشترك الأعظم ؟؟؟؟!!!!!.
عدنان سعد الزعبي
تعليقات: 0
إرسال تعليق