-->

البوعزيزي.... في الجفر !!!







 في الوقت الذي ينشغل به بحرنا الميت بأستقبال المنظرين من الرأسمالية العالمية و ازلامها في العالم الثالث النائـم في مؤتمر دافوس المزعوم باحثين بكل طرائق السياسة الميكافيلية عن وسائل اجهاض المولود العربي المسمى في رحم امه " الربيع العربي " كي يخرج الى دنيا القطب الواحد مشوها غير مكتمل المعالم لا يحمل في جيناته الوراثية من عزة العروبة و أصالتها غير مسماه .... نعم .. انه الاقتصاد الذي تغزو الدول بعضها من اجله نعم انه نفط العراق الذي أجبّر الطمع الامبريالي للمحافظين الجدد و ابائهم من قبل في ان يرفعوا شعار دمقرطة الشرق الاوسط ..


و هو ذاته الذي تنشغل به دوائر صنع قرار العالم الغربي المسيطر حاليا الذي يبحث له عن مخرج من ازمته الاقتصادية من خلال ارسال البلاد العربية الى جحيم المشاكل الانسانية و الحروب البينية الاهلية اذا اقتض الامر ... فليس مهما كيف ؟ بقدر أهمية .. أين و متى ؟؟
 قد تتسائل معي صديقي المتابع و القارىء ما علاقة العنوان بالمحتوى
...

و لكن الطف بنا و امنحنا القليل من الوقت كي تعرف ماذا بعد ... يرجع الكثير من المحللين الى البوعزيزي دور شرارة الثورات العربية المتلاحقة و التي تشابه في عنوانها و اختلفت في تراتبية اولوياتها .. ففي تونس كانت الشرارة ناجمه عن الوضع الاقتصادي للبطالة المشتعلة في اقتصاد بارد ببرود الرأسمالين تجاه هموم الغلابى من بني جلدتهم ...

و لأن الشباب بلا عمل قنبلة متحركة شديدة الانفجار لا يمكن التكهن بـ متى و أين و مدى دائرة التأثر بها .. و لأن الحق في الحصول على عمل هو واجب على الدولة لمواطنيها و الحق في التنمية مبدأ اقرت الامم المتحدة .. و في بلد كـ الاردن اتبع سياسة الخصخصة و بيع ما هو عام لمن يدفع اكثر .... للدولة ام للمسؤول ؟؟؟ لا فرق بينهما ... " الدولة انا و انا الدولة " هكذا تحدث لويس فرنسا في عصر الاستبداد ... و هو ما يمكن ان نتلمس بعض صوره و تجلياته ما بين سطور كتاب الاردن في اعوام خلت ....


لقد ادت تلك السياسية الى بيع نفط الاردن المتمثل بـ الفوسفات و الذي تقوم عليه شركة مناجم الفوسفات في مناجمها الثلاثة , الشيدية و التي يبلغ انتاجها ما يزيد على 60 % من الفوفسات الخام المنتج و منجمي الابيض و الحسا , بالاضافة الى مصنع انتاج الاسمدة الذي وضع حجر اساسه في الشيدية عام 2009 و من المقرر ان يبدأ الانتاج مطلع عام 2013 ...


لكن أين تقف الشركة من واجبها تجاه المجتمع المحلي بشكل عام و على الخصوص قضاء الجفر الاكثر تضررا من منجم الشيدية .. لا يوجد سوى مغامرة واحدة قامت بها الشركة قبل سنوات بتقديم دعم مادي قدره عشرة الاف دينار من اجل شراء قطعة ارض لمدرسة اساسية .. عدا ذلك لا يوجد ما يمكن ان نصفه بالدور الايجابي في دعم المجتمع المحلي في قضاء الجفر .. و ان كانت للشركة ايادي بيضاء في دعم بعض بلديات المملكة و القطاعات المختلفة فبكل تأكيد أن الجفر ليس منها ..


فـ الجفر ينطق عليه مقولة " بعيد عن الخير قريب للشر " في هذا السياق سوف يكون لأبناء المنطقة كلمتهم و سوف يشهد مجمع المياه التابع لمنجم الشيدية اعتصامهم طلبا لحقوق أهدرت على مر السنين .. و بحث عن فرص عمل حلال شح بها هذا الزمان .. مع التأكيد على مبدأ دعم المنطقة بذات القدر الذي تتأثر به سلبا ... نتمنى ان يسير الاعتصام بشكل ايجابي و ان لا يكون للفساد ضلع في اجهاض تحركات الشباب الطامح لغد افضل .. و ان نتجنب العوامل الدافعة لخروج .... البوعزيزي .... من الجفر .


بقلم : أسد علي أبوتاية



23/10/2011 08:22:55


جديد قسم : مقالة

إرسال تعليق