هرمنا و لا زال فينا الاقل حظا
الحظ ذلك المجهول الذي لا نعلم هل
يزورنا يوما ام انه لا زال غاضبا منا .. و يبدو ان لن يرضى ابدا عن مناطق الاقل
حظا ... و الله قد كرهت الحظ بسبب هذه الجملة المتكررة دائما " الاقل حظا
" و لو كان بيدي ان اقتلها لما تأخرت عن ذلك ابدا ... قد اصبحنا على
مشارف العام الثاني عشر من الالفية الثالثة ولا زال هذا المجهول قابعا بين حدود
الوطن الذي نريده دائما الاوفر حظا و الاعلى شأنا بين الاوطان جميعها ...
الحظ .. بالعامية .. نصيب يبلغ بشرا دون
اخر فيقلب تعاسته و احزانه الى افراح و سرور .. بينما يرفض ان يطرق ابواب اخرين
فيبقيهم مكانهم دائما نائمين ...
قد يكون مقبولا ان نتحدث عن الحظ قبل اربعين
عاما او اكثر .. لكن هل من المعقول اننا لا زلنا نكرر هذا المصطلح
" مناطق اقل حظا " ..
بينما نسمع دائما المسؤولين يكررون بأسلوب مغلف بالفخر و الاعتزاز
كلمات من شاكلة " دولة المؤسسات و القانون " .... فأي تناقض هذا
الذي يحدث بين العمل المؤسسي المستند الى خطط و برامج و قوانين .. و لا ننسي
ايضا ... اللجان و المكارم ... وبين هذا المصطلح الذي يشعرك كأنك مع كارمن
شماس او نتالي خير الله
و هل وجود الاقل يعني وجود الاكثر ... و اين
التخطيط العلمي المدروس من اجل الانتقال بكافة المناطق من حالة ... الاقل حظا الى
حالة " كلنا في الحظ سواء " ..
هل يمكن ان نتوقع ان هناك مستفيد من وجود
مناطق ليس لها حظ ... كي يستفيد من نتائج هذه المناطق ... و هل يوجد في مخيلة
حكوماتنا " خارطة طريقة " من اجل القضاء نهائيا على هذه
الحالة ... امّا بالارتقاء بمناطق الوطن جميعها الى الاوفر حظا ... او من باب
المساواة و العدالة و سخرية الزمن فيصبح الوطن اقل حظا ....
لكن بكل تأكيد .... فالاقل حظا هو
التعبير اللطيف الذي تستخدمه الحكومات كي تتهرب من مسؤوليتها تجاه الوطن و المواطن
.. و هو تحايل من مسؤولينا على انهزامهم امام واقعنا المرير و عدم مقدرتهم
على تطبيق العدالة الشاملة و المسؤولية المتكاملة تجاه وطن أسسئت اركانه
دماء الرجال و ارواح الشهداء و افكار الشرفاء ... و لكنهم لا حظ لهم فذهبت
اعمالهم و انجازاتهم الى الجبناء الذين لا هم لهم الاهمهم و لا تفكير يشغلهم
الا ماذا احتوت ارصدتهم ...
و قبل ان اطوى هذه الصفجة
من مخيلتي اقول و لسان حال مناطقنا الاقل حظا تقول ..
كل ما دقيت في
ارض وتد ... من رداة الحظ
وافتني حصاة
و للحكومات اقول ...... هرمنا هرمنا ..
و لا زال فينا الاقل حظا
الكاتب : اسد علي أبوتايه
تاريخ اخر تحديث : 23:18
25/10/2011
تعليقات: 0
إرسال تعليق