من الجفر الى دولة الرئيس
26/05/2011
في بداية الكلام يعجز اللسان ان يصف مشاعره و
نحن نحتفل بـذكرى الاستقلال الخامسة و الستين لوطننا الغالي .. فهنيئا للأردن و
للقائد الاعلى للقوات المسلحة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين , و لـلشعب
الاردني الاصيل .
أما بعد
الى رئيس الحكومة بصفته الرسمية
دولة معروف البخيت
اكتب هذه الكلمات بصفة شخصية , متحملا
المسؤولية الكاملة عنها و بما تحتويه , معتبرا ذاتي انموذجا مما يحتمله شباب
البادية الجنوبية , خاصة منطقة الجفر , معبرا عن حالهم في مقامهم و
ارتحالهم ان كان لهم مقام بعد اليوم او ارتحال .
أن الشباب للوطن كمّا الصلاة في الدين , لا
يمكن له ان يستقيم بدونها , و هذا حال الوطن مع شبابه , فهو عماد السلم
و عتاد الحرب , ان صلحوا صلح الوطن , و ان اصابتهم مصيبة انعكس
ذلك على امن الوطن و استقراره , ان كنتم حرصين على تقدم البلاد و استقرارها يا من
حمّلتم الرسالة و ارتضيتم الامانة .
انّي قائل لـ كلمات , أسمعوا و عوا , هذه
الكلمات جيدا , أنّ في البادية رجال لا يخافون من دون الله احدا , الا ما منعتهم
اخلاقهم , او ردعتهم اصالة عاداتهم عنّه , يحبون الوطن و القائد فطرة من الله ,
رضعوا الولاء و الانتماء من ثدي الثورة العربية الكبرى , و من معارك التصدي للعدو
الصهيوني في القدس و ما حولها , و في كرامة العرب كان لهم منها منبعا , و في ايلول,
و خيانة من طعن الوطن غدرا ,
كانت لهم عيون ماء منها يشربون .
و لم تكن فقط تلك هي منابع العزة و الكرامة ,
بل كان لهم من قبل ميلاد الوطن الذي نحتفي هذه الايام بـ ذكرى يوم استقلاله
, اروع صور البطولة في ذود الانسان عن حاله و عرضه و ماله , يوم كانت شريعة
الغاب هي السائده , ابان تخلف العثمانية عن التزامها تجاه بلادنا العربية ,
و التي كانت من محركات و بواعث ثورة العرب الكبرى بقيادة ال هاشم الاكرمين .
أرحموا عزيز قوم لن يذل , لـ وطنه
ما استغل , و لا يوما بخيانة احتفل , و لا استجار بعدو او استظل , و لم يأتي بحقوق انسان او اليها
يرتحل , و لا يجازي الفعل بالمثل , بل كان ديدنه ان قال :
بلادي و ان جارت علية عزيزة .... و اهلي و ان ضنوا علّي كرام
أن ما تقدمه اليوم تجده غدا , و الغد قريب ,
امّا تصنع لنفسكـ خيرا , او ما جنته شمالك تجده امامكـ .
وطني لو قدمت من دونكـ نفسي .. لعذلتني لمّا لم اقدمها قبل اليوم امسي
ايها الاخ الكريم .. الذي ارتضيت ان تحمل
الامانة :
ان في جسد الوطن الحبيب , و بما لا
نرتضيه , تشوها مشينا للبادية الجنوبية , فقرا و افقارا , و جهلا و تجهيلا , عدا
عن تشويه كل شيء فيه جميل , فالتأريخ مستهدف و مستنكر ذكره او المرور عليه ,
امّا دفاتر الحاضر فسطورها فارغة , و الغد مظلم لا يجوز العبور
اليه , و الحالة هذه لا تسّر اهله و لا تبشرهم بالمستقبل فيقطعوا اوراق
الامل منه , و بما ينعكس على حاضرهم ؛ احلامهم , اقوالهم , و لا بد ان تتجلى
في افعالهم.
ان الانسان بلا أمل , المبني على فرصة عمل ,
لا يبقى الا مجرد ذكرى انسان , فيبحث لذاته عمّا يولد احساسا بــ حياة زائفة
, و هذا ما نفسي منه خائفة , اننا في مناطق قد حباها الله بالخيرات ؛
في باطن الارض ، و في سحر طبيعتها الخلاب , و لا زالت هموم اهاليها عن فكر
حكوماتكم في غياب ، بينما تكثر الدراسات و التقارير , فليس لساكنيها بعد ذلك الا
صبرا صبرا فأن موعدكم الجنة , تبحثون عن النفط , و يستخرج اليورانيم , و الفوسفات
, و اهل المنطقة من فائدة ذلك في ممات , أليس لهم الحق في مكتسبات التنمية , ألم
توقع حكومة المملكة على الاعلان العالمي لحقوق الانسان , و العهد الخاص بالحقوق
المدنية و السياسية , و عهد الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية ؟
الا يستحق انسان ذلك المكان ان ينعم بالحد
الادنى من مكتسبات التنمية , و التي لم تعد منحة من الدولة لمواطنيها بل هي حق لهم
؟ أم ان الحكومات تنتظر ان يوجد او ان توجد انسان غير ذلك المتواجد حاليا كي
تمنحه حياة فضلى ؟
اوجه سؤال الى الحكومات , التي تعاملنا كأننا
مواطني درجة سابعة او كأننا القادمون على الاطباق الطائرة , اليس لنا الحق في ان
نعيش بشرا كمالبشر , لا ان تعامل الحكومات كأننا تكملة عدد , هل ذنبا اننا
نشغل تلك البقعة من الارض التي اعتبرت يوما منفى لكل معارض او متفوه بكلمة ؟
هل تعي حكومة عمان ما تسبب الشركات المنتشرة
في المنطقة من تأثير سلبي على المنطقة و قاطنيها ؟
الا تتوافر لديكم دراسات عن الاثر البيئي الذي
تسببه تلك الشركات ؟ ام ان ما يعني و يهم حكومة عمّان ما تجنيه هي فقط ؟
الا تتحرك الحكومات من تلقاء ذاتها , ام
ان الامر يتطلب تدخل منظمات حقوق الانسان , و التي كان لها الدور الكبير في اغلاق
سجن الجفر , الذي احذر من حاله التي بقيت كما هي , خلاف للأوامر الملكية
التي صدرت بالعمل على تحويله الى مركز تدريب مهني , و أخشى ان الحكومات قد ابقت
على حاله ربما تكن له حاجة يوما ما !!
ايتها الحكومة المؤمنه على حفظ العباد و
البلاد و ادارتها , اننا لا نريد منكم حديقة او ملعب , و لا مدرج لغناء او معزف ,
و لا نطالبكم بما يضيق او يعجز , بل هي مطالب أساسية
تتعلق بحق الحياة , و ليس بذات تكلفة على
خزينة الدولة , بل تحتاج الى ارادة حكومية , تلزم القطاع الخاص المتواجد في
المنطقة بالعمل في اتجاه تنميتها و تأهيل شبابها من اجل دخول سوق العمل , و لن
تغلب الحكومة في ايجاد الحلول , الا اذا لم تتوافر لديها الارادة الحقيقة في ذلك ,
لغاية في نفس يعقوب , امّا ان كانت عاجزة عن ذلك , فأهل مكة أدرى بشعابها , ففي
المنطقة من يمكنه ان يوجد الحلول للمشاكل و المصاعب التي اتسمت بها المنطقة حتى
اصبحت مضرب المثل لدى حقوق الانسان , و الصحافة , بل الحكومة بذاتها تصنفها الاقل
حظا .
اتمنى ان لا نكون كالاعمى الذي تقوده زوجه كي
تشحذ عليه دراهم معدودة , و اتمنى ان تصدقنا الحكومات في مبأدى الثورة العربية
التي شارك بها الاجداد , طلبا للحرية و الكرامة و الحياة الفضلى , و اؤكد للحكومة
الحالية و ما يليها من حكومات بأن للصبر حدود لا يتجاوزها , و ان المؤمن لا يلدغ
من جحر مرتين .
تعليقات: 0
إرسال تعليق