-->

قـُـل للمليحة في الخمار الأسود !!


الدارمي والخمار الأسود

قدم تاجر من العراق إلى أهل المدينة
ليبيع عليهم من خـُمر -وهي جمع خمار: ما يُغطى به رأس المرأة- العراق،
وقد كانت بكميات كبيرة وألوانٍ متعددة؛
فبيعت كلها إلا السود منها فلم يبع منها شيء
فشكا ذلك إلى الدارمي

-وهو شاعر من تميم كان من أهل العشق والغزل
لكنه قد تاب عن ذلك ولزم المسجد وتنسك-
فقال له: ما تجعل لي على أن أحتال لك بحيلة حتى تبيعها كلها؟
فقال التاجر: لك ما شئت.

فذهب الدارمي إلى بيته
ولبس ما كان يلبس أيام تغزله وعشقه
وعاد إلى مثل شأنه الأول فقال شعراً
أرسله إلى أحد أصدقائه من المغنين في الأسواق.
فأخذ المغني أبيات الدارمي وغنى بها في السوق قائلاً:

قـُـل للمليحة في الخمار الأسود ِ ــــــــــــ مـاذا فـعـلـتِ بـزاهدٍ مُـتـعـبِّـد ِ

قـد كـان شـمَّـرَ للـصـلاة ثـيـابَـه ـــــــــــ حتى خطرتِ له بباب المسجد ِ

رُدِّي عليه صـلاتـه وصـيـامـه ــــــــــــ لا تـقـتـلـيـه بـحـق آل مـحـمـد ِ

فشاعت هذه الأبيات في المدينة،
وقال الناس: لقد رجع الدارمي وتـعـشـَّـق صاحبة الخمار الأسود.
فلم تبق مليحة في المدينة إلا اشترت خماراً أسوداً؛
وباع التاجر العراقي جميع ما كان معه

فلما نفذ رجع الدارمي إلى نسكه وصلاته.

جديد قسم : Stories

إرسال تعليق