هَلْ غَادَرَ الشّعراءُ مِنْ مُتَرَدَّمِ؟ ... أَمْ هَلْ عَرَفتَ الدّارَ بَعدَ تَوَهّمِ؟
إلاّ رواكِدَ بَيْنَهُنّ خَصائِصٌ ... وبَقيّةٌ مِنْ نُؤيِها المُجْرَنْثِمِ
دارٌ لآِنِسَةٍ غَضيضٍ طَرْفُها ... طَوْعِ العِنانِ لَذيذَةِ المُتَبَسِّمِ
يا دارَ عَبلَةَ بالجِواءِ تَكَلّمي، ... وَعِمي صَباحاً دارَ عبلةَ واسلَمي
فَوقَفتُ فيها ناقَتي وكأَنّها ... فَدَنٌ لأقضِيَ حاجَةَ المُتَلوِّمِ
وتَحُلّ عَبلةُ بالجواءِ، وأَهْلُنا ... بالحَزْنِ فالصَّمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ
وَتَظلّ عَبْلَةُ في الخُزُوزِ تَجُرّها ... وَأَظَلّ في حَلَقِ الحَديدِ المُبْهَمِ
حُييّتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْدُهُ ... أَقْوَى وَأَقْفَرَ بَعْدَ أُمّ الهَيثَمِ
حَلّتْ بأرْضِ الزّائرينَ، فأَصْبَحَتْ ... عَسِراً عليّ طِلابُكِ ابنةَ مَخْرَمِ
عُلِّقْتُها عَرَضاً وأقتُلُ قَوْمَها ... زَعْماً لَعَمرُ أبيكَ لَيْسَ بِمَزْعَمِ
وَلَقَدْ نَزَلتِ، فلا تَظُنّي غَيرَهُ، ... منّي بِمَنزِلَةِ المُحَبِّ المُكرَمِ
أنّي عَداني أَنْ أَزورَكِ فاعْلَمي ... ما قَدْ عَلِمتِ وبعضَ ما لم تَعْلَمي
حالَتْ رِماحُ بَني بَإيضٍ دونَكُمْ ... وزوت جوابي الحْرب مَنْ لم يُجرِمِ
يا عَبْلَ لَوْ أَبْصَرْتِني لرأيتني ... في الحربِ أُقدِمُ كالهزْبرِ الضّيغمِ
كَيفَ المَزارُ وقد تَرَبّعَ أهلُها ... بعُنَيزَتَينِ، وأهلُنا بالغَيلَمِ
إن كُنتِ أَزْمعتِ الفِراقَ، فإنّما ... زُمّتْ رِكابُكُمُ بِلَيْلٍ مُظلمِ
ما راعَني، إلاّ حَمُولَةُ أهلِها ... وَسْطَ الدِّيارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمخِمِ
فيها اثنَتانِ وأَرْبَعُونَ حَلُوبَةً، ... سُوداًَ كخافيَةِ الغُرابِ الأسْحَمِ
فصِغارُها مثْلُ الدّبَى وكِبارُها ... مثل الضّفادعِ في غَديرٍ مُفْعَمِ
ولقد نَظَرْتُ غَداةَ فارَقَ أَهْلُها ... نَظَرَ المُحِبّ بِطرْفِ عَيْنَيْ مُغرَمِ
وأُحبّ لوْ أُسقيكِ غيرَ تَمَلّقٍ ... واللَّهُ مِنْ سَقَمٍ أَصَابكِ من دَمِ
إذْ تَستَبيكَ بذي غُرُوبٍ واضحٍ، ... عَذْبٍ مُقَبَّلُهُ، لَذيذِ المَطعَمِ
إلاّ رواكِدَ بَيْنَهُنّ خَصائِصٌ ... وبَقيّةٌ مِنْ نُؤيِها المُجْرَنْثِمِ
دارٌ لآِنِسَةٍ غَضيضٍ طَرْفُها ... طَوْعِ العِنانِ لَذيذَةِ المُتَبَسِّمِ
يا دارَ عَبلَةَ بالجِواءِ تَكَلّمي، ... وَعِمي صَباحاً دارَ عبلةَ واسلَمي
فَوقَفتُ فيها ناقَتي وكأَنّها ... فَدَنٌ لأقضِيَ حاجَةَ المُتَلوِّمِ
وتَحُلّ عَبلةُ بالجواءِ، وأَهْلُنا ... بالحَزْنِ فالصَّمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ
وَتَظلّ عَبْلَةُ في الخُزُوزِ تَجُرّها ... وَأَظَلّ في حَلَقِ الحَديدِ المُبْهَمِ
حُييّتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْدُهُ ... أَقْوَى وَأَقْفَرَ بَعْدَ أُمّ الهَيثَمِ
حَلّتْ بأرْضِ الزّائرينَ، فأَصْبَحَتْ ... عَسِراً عليّ طِلابُكِ ابنةَ مَخْرَمِ
عُلِّقْتُها عَرَضاً وأقتُلُ قَوْمَها ... زَعْماً لَعَمرُ أبيكَ لَيْسَ بِمَزْعَمِ
وَلَقَدْ نَزَلتِ، فلا تَظُنّي غَيرَهُ، ... منّي بِمَنزِلَةِ المُحَبِّ المُكرَمِ
أنّي عَداني أَنْ أَزورَكِ فاعْلَمي ... ما قَدْ عَلِمتِ وبعضَ ما لم تَعْلَمي
حالَتْ رِماحُ بَني بَإيضٍ دونَكُمْ ... وزوت جوابي الحْرب مَنْ لم يُجرِمِ
يا عَبْلَ لَوْ أَبْصَرْتِني لرأيتني ... في الحربِ أُقدِمُ كالهزْبرِ الضّيغمِ
كَيفَ المَزارُ وقد تَرَبّعَ أهلُها ... بعُنَيزَتَينِ، وأهلُنا بالغَيلَمِ
إن كُنتِ أَزْمعتِ الفِراقَ، فإنّما ... زُمّتْ رِكابُكُمُ بِلَيْلٍ مُظلمِ
ما راعَني، إلاّ حَمُولَةُ أهلِها ... وَسْطَ الدِّيارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمخِمِ
فيها اثنَتانِ وأَرْبَعُونَ حَلُوبَةً، ... سُوداًَ كخافيَةِ الغُرابِ الأسْحَمِ
فصِغارُها مثْلُ الدّبَى وكِبارُها ... مثل الضّفادعِ في غَديرٍ مُفْعَمِ
ولقد نَظَرْتُ غَداةَ فارَقَ أَهْلُها ... نَظَرَ المُحِبّ بِطرْفِ عَيْنَيْ مُغرَمِ
وأُحبّ لوْ أُسقيكِ غيرَ تَمَلّقٍ ... واللَّهُ مِنْ سَقَمٍ أَصَابكِ من دَمِ
إذْ تَستَبيكَ بذي غُرُوبٍ واضحٍ، ... عَذْبٍ مُقَبَّلُهُ، لَذيذِ المَطعَمِ
وكأنّ فارَةَ تاجِرٍ بقَسيمَةٍ، ... سَبَقَتْ عَوارِضَها إليَكَ من الفَمِ
أو رَوضَا أُنُفاً تَضَمّنَ نَبتَها ... غَيثٌ قليلُ الدِّمنِ، لَيسَ بمعَلَمِ
نَظرَتْ إلَيْهِ بِمُقْلَةٍ مَكْحُولَةٍ ... نَظَرَ المَليلِ بطَرْفِهِ المُتَقَسِّمِ
وبحاجِبٍ كالنُّونِ زَيَّنَ وَجْهَهَا ... وبناهِدٍ حَسَنٍ وكَشحٍ أَهْضَمِ
ولقد مَرَرْتُ بدارِ عَبْلَةَ بَعدَمَا ... لَعِبَ الرَّبيعُ برَبْعِها المُتَوسّمِ
جادَتْ عَلَيهِ كلُّ بِكْرٍ حُرّةٍ ... فَتَركنَ كلّ قَرارَةٍ كالدّرْهَمِ
سَحّاً وتَسكاباً، فكُلَّ عَشِيّةٍ ... يَجري عليها المَاءُ لَمْ يَتَصَرّمِ
خَلا الذُّبابُ بها، فَلَيسَ ببارِحٍ، ... غَرِداً كَفعلِ الشّارِبِ المُتَرَنَّمِ
هَزِجاً يَحُكُّ ذِراعَهُ بذِراعِهِ، ... قَدْحَ المُكِبِّ على الزّنَادِ الأجْذَمِ
تُمسي وتُصبِحُ فَوقَ ظَهرِ حَشِيّةٍ ... وَأَبيتُ فَوقَ سَراةِ أَدْهَمَ مُلجَمِ
وحَشيّتي سَرْجٌ على عَبْلِ الشَّوَى ... نَهدٍ مَراكِلُهُ، نَبيلِ المَحْزِمِ
هَلْ تُبلِغَنّي دارَها شَدَنِيَّةٌ، ... لُعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشّرابِ مُصَرَّمِ
خَطّارَةٌ غِبَّ السُّرَى، زَيّافَةٌ، ... تَطِسُ الإِكَامَ بذاتِ خُفٍ مِيثَمِ
وكأنّما أقِصُ الإِكامَ عَشِيّةً ... بقَريبِ بَينض المَنسِمَينِ مُصَلَّمِ
تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النّعامِ كما أَوَتْ ... حِزَقٌ يَمانيةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ
يَتبَعنَ قُلّةَ رأسِهِ، وكأنّهُ ... حِدْجٌ على نَعشٍ لهنّ مُخَيَّمِ
صَعْلٍ يَعُودُ بذي العُشَيرَةِ بَيضَهُ، ... كالعَبدِ ذي الفَرْوِ الطّويلِ الأصلَمِ
شَرِبَتْ بِمَاءِ الدُّحرُضَينِ فأَصْبَحَتْ ... زَوْراءَ تَنْفِرُ عَنْ حِياضِ الدَّيْلَمِ
وكَأنما تَنْأَى بِجَانِبِ دَفّها ال ... وَحشيّ مِنْ هَزِجِ العَشيّ مُؤوَّمِ
هِرٍّ جَنيبٍ كلّما عَطَفَتْ لَهُ ... غَضبَى اتّقاها باليَدَينِ وبالفَمِ
أَبْقَى لها طُولُ السّفارِ مُقَرْمَداً، ... سَنَداً، ومِثلَ دَعائِمِ المُتَخَيِّمِ
بَرَكَتْ على ماءِ الرِّداعِ كَأنما ... بَرَكتْ على قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ
وكأَنّ رُبّاً أو كُحَيلاً مُعقَداً ... حِشَّ الوَقُودُ بِهِ جَوانِبَ قُمقُمِ
يَنباعُ مِنْ ذِفَري غَضُوبٍ جَسرَةٍ، ... زَيّافَةٍ، مِثلَ الفَنيقِ المُكَدَمِ
إنْ تُغدِفي دثوني القِنَاعَ، فَأنّني ... سَهلٌ مُخَالَقَتي، إذا لَمْ أُظْلَمِ
أثني عَليّ بِمَا عَلِمتِ، فإنّني ... طَبٌّ بِأَخْذِ الفارِسِ المُستَلْئِمِ
فإذا ظُلِمتُ فإنَّ ظثلمَيَ باسِلٌ ... مُرٌّ مَذَاقَتُهُ كَطَعْمِ العَلْقَمِ
وَلَقَدْ أَبِيتُ على الطّوَى وأَظَلُّهُ ... حَتّى أَنَالَ بِهِ لَذيِذَ المَطْعَمِ
وَلَقَدْ شَرِبْتُ مِنَ المُدَامَةِ بَعْدَمَا ... رَكَدَ الهَواجِرُ بِالمَشُوفِ المُعَلَمِ
بِزُجاجَةٍ صَفْرَاءَ ذاتِ أسِرَّةٍ، ... قُرِنَتْ بِأَزْهَرَ في الشِّمالِ مُفَدَّمِ
فإذا شَرِبْتُ فإنّني مُسْتَهلِكٌ ... مالي وعِرضِي وافِرٌ لَمْ يُكَلَمِ
وإذا صَحَوْتُ فَمَا أُقَصِّرُ عن نَدىً ... وكَمَا عَلِمْتِ شَمائِلي وَتَكَرُّمي
وحَليلِ غَانِيَةٍ تَرَكْتُ مُجَدَّلاً، ... تَمكُو فَريصَتُهُ كَشِدْقِ الأعْلَمِ
سَبَقَتْ يَدايَ لَهُ بِعَاجِلِ ضَرْبَةٍ ... وَرَشاشِ نافِذَةٍ كَلَونِ العَنْدَمِ
أو رَوضَا أُنُفاً تَضَمّنَ نَبتَها ... غَيثٌ قليلُ الدِّمنِ، لَيسَ بمعَلَمِ
نَظرَتْ إلَيْهِ بِمُقْلَةٍ مَكْحُولَةٍ ... نَظَرَ المَليلِ بطَرْفِهِ المُتَقَسِّمِ
وبحاجِبٍ كالنُّونِ زَيَّنَ وَجْهَهَا ... وبناهِدٍ حَسَنٍ وكَشحٍ أَهْضَمِ
ولقد مَرَرْتُ بدارِ عَبْلَةَ بَعدَمَا ... لَعِبَ الرَّبيعُ برَبْعِها المُتَوسّمِ
جادَتْ عَلَيهِ كلُّ بِكْرٍ حُرّةٍ ... فَتَركنَ كلّ قَرارَةٍ كالدّرْهَمِ
سَحّاً وتَسكاباً، فكُلَّ عَشِيّةٍ ... يَجري عليها المَاءُ لَمْ يَتَصَرّمِ
خَلا الذُّبابُ بها، فَلَيسَ ببارِحٍ، ... غَرِداً كَفعلِ الشّارِبِ المُتَرَنَّمِ
هَزِجاً يَحُكُّ ذِراعَهُ بذِراعِهِ، ... قَدْحَ المُكِبِّ على الزّنَادِ الأجْذَمِ
تُمسي وتُصبِحُ فَوقَ ظَهرِ حَشِيّةٍ ... وَأَبيتُ فَوقَ سَراةِ أَدْهَمَ مُلجَمِ
وحَشيّتي سَرْجٌ على عَبْلِ الشَّوَى ... نَهدٍ مَراكِلُهُ، نَبيلِ المَحْزِمِ
هَلْ تُبلِغَنّي دارَها شَدَنِيَّةٌ، ... لُعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشّرابِ مُصَرَّمِ
خَطّارَةٌ غِبَّ السُّرَى، زَيّافَةٌ، ... تَطِسُ الإِكَامَ بذاتِ خُفٍ مِيثَمِ
وكأنّما أقِصُ الإِكامَ عَشِيّةً ... بقَريبِ بَينض المَنسِمَينِ مُصَلَّمِ
تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النّعامِ كما أَوَتْ ... حِزَقٌ يَمانيةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ
يَتبَعنَ قُلّةَ رأسِهِ، وكأنّهُ ... حِدْجٌ على نَعشٍ لهنّ مُخَيَّمِ
صَعْلٍ يَعُودُ بذي العُشَيرَةِ بَيضَهُ، ... كالعَبدِ ذي الفَرْوِ الطّويلِ الأصلَمِ
شَرِبَتْ بِمَاءِ الدُّحرُضَينِ فأَصْبَحَتْ ... زَوْراءَ تَنْفِرُ عَنْ حِياضِ الدَّيْلَمِ
وكَأنما تَنْأَى بِجَانِبِ دَفّها ال ... وَحشيّ مِنْ هَزِجِ العَشيّ مُؤوَّمِ
هِرٍّ جَنيبٍ كلّما عَطَفَتْ لَهُ ... غَضبَى اتّقاها باليَدَينِ وبالفَمِ
أَبْقَى لها طُولُ السّفارِ مُقَرْمَداً، ... سَنَداً، ومِثلَ دَعائِمِ المُتَخَيِّمِ
بَرَكَتْ على ماءِ الرِّداعِ كَأنما ... بَرَكتْ على قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ
وكأَنّ رُبّاً أو كُحَيلاً مُعقَداً ... حِشَّ الوَقُودُ بِهِ جَوانِبَ قُمقُمِ
يَنباعُ مِنْ ذِفَري غَضُوبٍ جَسرَةٍ، ... زَيّافَةٍ، مِثلَ الفَنيقِ المُكَدَمِ
إنْ تُغدِفي دثوني القِنَاعَ، فَأنّني ... سَهلٌ مُخَالَقَتي، إذا لَمْ أُظْلَمِ
أثني عَليّ بِمَا عَلِمتِ، فإنّني ... طَبٌّ بِأَخْذِ الفارِسِ المُستَلْئِمِ
فإذا ظُلِمتُ فإنَّ ظثلمَيَ باسِلٌ ... مُرٌّ مَذَاقَتُهُ كَطَعْمِ العَلْقَمِ
وَلَقَدْ أَبِيتُ على الطّوَى وأَظَلُّهُ ... حَتّى أَنَالَ بِهِ لَذيِذَ المَطْعَمِ
وَلَقَدْ شَرِبْتُ مِنَ المُدَامَةِ بَعْدَمَا ... رَكَدَ الهَواجِرُ بِالمَشُوفِ المُعَلَمِ
بِزُجاجَةٍ صَفْرَاءَ ذاتِ أسِرَّةٍ، ... قُرِنَتْ بِأَزْهَرَ في الشِّمالِ مُفَدَّمِ
فإذا شَرِبْتُ فإنّني مُسْتَهلِكٌ ... مالي وعِرضِي وافِرٌ لَمْ يُكَلَمِ
وإذا صَحَوْتُ فَمَا أُقَصِّرُ عن نَدىً ... وكَمَا عَلِمْتِ شَمائِلي وَتَكَرُّمي
وحَليلِ غَانِيَةٍ تَرَكْتُ مُجَدَّلاً، ... تَمكُو فَريصَتُهُ كَشِدْقِ الأعْلَمِ
سَبَقَتْ يَدايَ لَهُ بِعَاجِلِ ضَرْبَةٍ ... وَرَشاشِ نافِذَةٍ كَلَونِ العَنْدَمِ
هَلاّ سَأَلْتِ الخَيْلَ يا ابنَةَ مالِكٍ ... إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِمَا لَمْ تَعْلَمي
لا تَسْأليني واسألي في صُحْبَتي ... يَمْلأْ يَدَيْكِ تَعَفُّفي وتكَُّمي
إذْ لا أزالُ على رِحَالَةِ سابِحٍ، ... نَهدٍ، تعاوَرُهُ الكُماةُ مُكَلَّمِ
طَوراً يُجَرَّدُ للطَعانِ وتارَةً ... يَأْوي إلى حَصِدِ القِسيّ عَرَمْرَمِ
يُخْبِرْكِ مَنْ شَهِدَ الوَقيعَةَ أنّني ... أَغشَى الوَغَى، وأَعفُّ عندَ المَغنَمِ
ومُدَحَّجٍ كَرهَ الكُماةُ نِزالَهُ، ... لا مُمعِنٍ، هَرَباً ولا مُستَسْلِمِ
جَادَتْ يَدايَ لَهُ بِعَأجِلِ طَعْنَةٍ ... بِمُثَقَّفٍ صَدْقٍ الكُعُوبِ مُقَوَّمِ
بِرَحِيبَةِ الفَرغَينِ يَهْدي جَرْسُها ... باللّيلِ مُعتَسَّ الذّئابِ الضُّرَّمِ
فشَكَكْتُ بالرّمْحِ الأصَمّ ثِيابَهُ، ... لَيْسَ الكَريمُ على القَنَا بِمُحَرَّمِ
فَتَرَكْتُهُ جَزَرَ السِّباعِ يَنُشَنهُ، ... ما بَيْنَ قُلّةِ رَأْسِهِ والمِعْصَمِ
ومِشَكِّ سابِغَةٍ هَتَكْتُ فُرُوجَها ... بالسّيْفِ عن حامي الحَقِيقَةِ مُعَلِمِ
رَبِذٍ يَداهُ بالقِداحِ، إذا شَتَا، ... هَتّاكِ غَايَاتِ التِّجَارِ مُلَوَّمِ
لَمّا رَآني قَدْ نَزَلْتُ أُرِيدُهُ، ... أَبدَى نَواجِذَهُ لِغَيْرِ تَبَسّمِ
فَطَعَنْتُهُ بالرّمْحِ، ثمّ عَلَوْتُهُ ... بِمُهَنَّدٍ صافي الحَديدةِ، مِخذَمِ
عَهدي بِهِ مَدَّ النّهارِ، كَأنّما ... خُضِبَ البَنانُ ورأَسُهُ بالعِظِلِمِ
بَطَلٍ كأنّ ثِيَابَهُ في سَرْحَةٍ، ... يُحذَى نِعالَ السِّبتِ لَيْسَ بِتَوْأَمِ
وَلَقَد ذَكَرْتُكِ والرّمَاحُ نَواهِلٌ، ... مِنّي وبِيضُ الهندِ تَقْطُرُ من دَمي
فَوَدِدْتُ تَقبيلَ السّيُوفِ لأنّها ... لَمَعَتْ كَبَارِقِ ثَغْرِكِ المُتَبَسِّمِ
يا شاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لهُ ... حَرُمَتْ عَليّ، وَلَيْتَها لم تَحْرُمِ
فَبَعَثْتُ جَاريتي فقُلْتُ لها اذهبي ... فَجَسّسي أَخبارَها ليَ واعلَمي
قالَتْ: رَأَيْتُ مِنَ الأعادي غِرّةً، ... والشّاةُ مُمكِنَةٌ لِمَنْ هُوَ مُرْتَمِ
وكَأنّما التَفَتَتْ بِجيدِ جَدَايَةٍ، ... رَشَأٍ مِنَ الغِزْلاَنِ، حُرٍ أَرْثَمِ
نُبّئْتُ عَمْراً غيرَ شاكِرِ نِعْمَتي ... والكُفرُ مَخْبَثَةٌ لِنَفْسِ المُنْعِمِ
ولَقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمّي بالضّحى ... إذ تَقلِصُ الشّفتَانِ عن وَضَحِ الفَمِ
في حَوْمَةِ المَوتِ التي لا تَشتكي ... غَمراتِها الأبطالُ غيرَ تَغمغُمِ
إذْ يتّقُونَ بيَ الأسِنّةَ لَمْ أَخِمْ ... عَنْهَا ولكنّي تَضايَقَ مُقَدَمي
لَمّا سَمِعْتُ نِداءَ مُرّةَ قَدْ عَلاَ، ... وابْنَيْ رَبِيعَةَ في الغُبَارِ الأُتَمِ
ومُحَلِّمٌ يَسْعَوْنَ تَحْتَ لِوائِهِمْ ... والمَوْتُ تَحْتَ لِواءِ آلِ مُحَلِّمِ
أيْقَنْتُ أَنْ سَيكُونُ عِنْدَ لِقَائِهِمْ ... ضَرْبٌ يَطيرُ عنِ الفِراخِ الجُثَّمِ
لَمّا رأَيْتُ القَوْمَ أَقْبَلَ جَمعُهُمْ ... يَتَذامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّمِ
يَدْعُونَ عَنْتَرَ، والرّمَاحُ كأنّها ... أَشْطانُ بِئْرٍ في لَبَانِ الأدْهَمِ
كَيْفَ التّقَدّمُ والرّمَاحُ كَأَنّها ... بَرْقٌ تَلألأ في السّحَابِ الأرْكَمِ
كَيْفَ التّقَدّمُ والسّيوفُ كَأَنّها ... غَوغا جَرادٍ في كَثيبٍ أَهْيَمِ
لا تَسْأليني واسألي في صُحْبَتي ... يَمْلأْ يَدَيْكِ تَعَفُّفي وتكَُّمي
إذْ لا أزالُ على رِحَالَةِ سابِحٍ، ... نَهدٍ، تعاوَرُهُ الكُماةُ مُكَلَّمِ
طَوراً يُجَرَّدُ للطَعانِ وتارَةً ... يَأْوي إلى حَصِدِ القِسيّ عَرَمْرَمِ
يُخْبِرْكِ مَنْ شَهِدَ الوَقيعَةَ أنّني ... أَغشَى الوَغَى، وأَعفُّ عندَ المَغنَمِ
ومُدَحَّجٍ كَرهَ الكُماةُ نِزالَهُ، ... لا مُمعِنٍ، هَرَباً ولا مُستَسْلِمِ
جَادَتْ يَدايَ لَهُ بِعَأجِلِ طَعْنَةٍ ... بِمُثَقَّفٍ صَدْقٍ الكُعُوبِ مُقَوَّمِ
بِرَحِيبَةِ الفَرغَينِ يَهْدي جَرْسُها ... باللّيلِ مُعتَسَّ الذّئابِ الضُّرَّمِ
فشَكَكْتُ بالرّمْحِ الأصَمّ ثِيابَهُ، ... لَيْسَ الكَريمُ على القَنَا بِمُحَرَّمِ
فَتَرَكْتُهُ جَزَرَ السِّباعِ يَنُشَنهُ، ... ما بَيْنَ قُلّةِ رَأْسِهِ والمِعْصَمِ
ومِشَكِّ سابِغَةٍ هَتَكْتُ فُرُوجَها ... بالسّيْفِ عن حامي الحَقِيقَةِ مُعَلِمِ
رَبِذٍ يَداهُ بالقِداحِ، إذا شَتَا، ... هَتّاكِ غَايَاتِ التِّجَارِ مُلَوَّمِ
لَمّا رَآني قَدْ نَزَلْتُ أُرِيدُهُ، ... أَبدَى نَواجِذَهُ لِغَيْرِ تَبَسّمِ
فَطَعَنْتُهُ بالرّمْحِ، ثمّ عَلَوْتُهُ ... بِمُهَنَّدٍ صافي الحَديدةِ، مِخذَمِ
عَهدي بِهِ مَدَّ النّهارِ، كَأنّما ... خُضِبَ البَنانُ ورأَسُهُ بالعِظِلِمِ
بَطَلٍ كأنّ ثِيَابَهُ في سَرْحَةٍ، ... يُحذَى نِعالَ السِّبتِ لَيْسَ بِتَوْأَمِ
وَلَقَد ذَكَرْتُكِ والرّمَاحُ نَواهِلٌ، ... مِنّي وبِيضُ الهندِ تَقْطُرُ من دَمي
فَوَدِدْتُ تَقبيلَ السّيُوفِ لأنّها ... لَمَعَتْ كَبَارِقِ ثَغْرِكِ المُتَبَسِّمِ
يا شاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لهُ ... حَرُمَتْ عَليّ، وَلَيْتَها لم تَحْرُمِ
فَبَعَثْتُ جَاريتي فقُلْتُ لها اذهبي ... فَجَسّسي أَخبارَها ليَ واعلَمي
قالَتْ: رَأَيْتُ مِنَ الأعادي غِرّةً، ... والشّاةُ مُمكِنَةٌ لِمَنْ هُوَ مُرْتَمِ
وكَأنّما التَفَتَتْ بِجيدِ جَدَايَةٍ، ... رَشَأٍ مِنَ الغِزْلاَنِ، حُرٍ أَرْثَمِ
نُبّئْتُ عَمْراً غيرَ شاكِرِ نِعْمَتي ... والكُفرُ مَخْبَثَةٌ لِنَفْسِ المُنْعِمِ
ولَقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمّي بالضّحى ... إذ تَقلِصُ الشّفتَانِ عن وَضَحِ الفَمِ
في حَوْمَةِ المَوتِ التي لا تَشتكي ... غَمراتِها الأبطالُ غيرَ تَغمغُمِ
إذْ يتّقُونَ بيَ الأسِنّةَ لَمْ أَخِمْ ... عَنْهَا ولكنّي تَضايَقَ مُقَدَمي
لَمّا سَمِعْتُ نِداءَ مُرّةَ قَدْ عَلاَ، ... وابْنَيْ رَبِيعَةَ في الغُبَارِ الأُتَمِ
ومُحَلِّمٌ يَسْعَوْنَ تَحْتَ لِوائِهِمْ ... والمَوْتُ تَحْتَ لِواءِ آلِ مُحَلِّمِ
أيْقَنْتُ أَنْ سَيكُونُ عِنْدَ لِقَائِهِمْ ... ضَرْبٌ يَطيرُ عنِ الفِراخِ الجُثَّمِ
لَمّا رأَيْتُ القَوْمَ أَقْبَلَ جَمعُهُمْ ... يَتَذامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّمِ
يَدْعُونَ عَنْتَرَ، والرّمَاحُ كأنّها ... أَشْطانُ بِئْرٍ في لَبَانِ الأدْهَمِ
كَيْفَ التّقَدّمُ والرّمَاحُ كَأَنّها ... بَرْقٌ تَلألأ في السّحَابِ الأرْكَمِ
كَيْفَ التّقَدّمُ والسّيوفُ كَأَنّها ... غَوغا جَرادٍ في كَثيبٍ أَهْيَمِ
ما زِلْتُ أَرْميهِم بِغُرّةِ وَجْهِهِ ... ولَبَانِهِ حتى تَسَرْبَلَ بالدّمِ
فازْوَرّ مِنْ وَقْعِ القَنَا بلَبَانِهِ ... وشَكَا إليّ بِعَبْرَةٍ وتَحمْحُمِ
لو كانَ يَدْرِي ما المُحَاوَرَةُ اشْتَكَى ... ولَكانَ لو عَلِمَ الكَلامَ مُكَلّمي
آسَيْتُهُ في كُلّ أمْرٍ نَابَنَا ... هَلْ بَعْدَ أَسْوَةِ صاحبٍ من مذممِ
فَتَركْتُ سَيّدَهُمْ لأِوَّلِ طَعْنَةٍ ... يَكْبُو صَريعاً لليَدَيْنِ وللفَمِ
ركّبتُ فيه صَعْدَةً هِنْدِيَّةً ... سَحْمَاءَ تَلْمَعُ ذاتَ حَدٍّ لَهْذَمِ
والخَيْلُ تَقْتَحِمُ الغُبَارَ عَوَابِساً، ... من بَيْنِ شَيْظَمَةٍ، وأَجْرَدَ شَيْظَمِ
وَلَقَدْ شَفَى نَفْسي وأَبْرَأ سُقمَها، ... قِيْلُ الفَوارِسِ: وَيكَ عَنْتَرَ أَقْدِمِ
ذُلُلٌ رِكابي حَيْثُ شِئْتُ مُشايعي ... قَلبي، وَأَحفِزُهُ بِأَمْرٍ مُبْرَمِ
وَلَقدْ خَشِيتُ بِأَنْ أمُوتَ، ولم تَكُنْ ... للحَرْبِ دائرةٌ على ابنَيْ ضَمضَيم
الشّاتِمَيْ عِرْضِي، ولم أشتِمْهُمَا، ... والنّاذِرَيْنِ إذا لم أَلْقَهُما دَمي
أُسْدٌ عَلَيَّ وفي العَدُوّ أَذِلّةٌ ... هذا لَعَمرُكَ فِعْلُ مولى الأَشْأَمِ
إنْ يَفْعَلاَ فَلَقَدْ تَرَكْتُ أَباهُما ... جَزَرَ السّباعِ، وكلِّ نَسْرٍ قَشعَمِ
ولقَد تَرَكْتُ المُهْرَ يَدْمَى نَحْرُهُ ... حَتى اتّقَتْني الخَيلُ بابني حذْلِمِ
إذْ يُتَّقَى عمرو وَأُذْعِنُ غَدْوَةً ... حَذَرَ الأسِنّةِ إذْ شَرَعْنَ لِدَلْهَمِ
يَحمي كَتيبَته ويَسعَى خَلفَهَا ... يَفري عَواقِبَها كَلَدْغِ الأَرْقَمِ
ولقد كَشَفْتُ الخِدْرَ عنْ مَرْبوبَةٍ ... ولقد رَقَدْتُ على نَواشِرِ مِعصَمِ
ولَرُبَّ يَوْمٍ قد لَهَوْتُ وَلَيْلَةٍ ... بِمسَوّر ذي بارِقَينِ مُسَوّمِ
تعليقات: 0
إرسال تعليق